الأحد، 27 فبراير 2011

غاياتنا "تدبر القرآن"


بسم الله الرحمن الرحيم

تدبر القرآن
فضيلة الشيخ : سعد بن ناصر الشثري

الحمد لله رب العالمين الذي أنزل علينا القرءان هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان أحمده سبحانه وأشكره وأثني عليه وأشهد أن لا اله إلا الله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ..   
                                        
                                        أما بعد :                                                                                                                                                                                

من الغايات العظيمة التي يسعى إليها كل  مؤمن ويحرص على اغتنامها كل عاقل (تدبر كتاب الله جل وعلا) ..

لماذا كان تدبر كتاب الله غاية من الغايات التي نسعى إليها؟

 كان ذلك لأسباب عديدة أولها: أن تدبر القرآن قربة نتقرب بها إلى الله جل وعلا وسبيل من سبل الطاعة ندين به لله عز وجل فإن الله جل وعلا قد عاب على أولئك الذين لا يتدبرون القرآن كما قال سبحانه:(أفلا يتدبرون القران أم على قلوب اغفالها) وبين أن الغاية من إنزال هذا الكتاب تدبر آياته كما قال تعالى :(كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب) ..

في كتاب الله قصص الأمم الماضية التي حل بها ما حل،أصحاب الطاعة جاءتهم الخيرات والنعم وأصحاب المعاصي جاءتهم العقوبات المتتابعة،في كتاب الله بيان أسباب هذه العقوبات من أجل أن نجتنبها فتبتعد عنا العقوبات وفيها بيان أسباب الخير والنعم فنفعلها ليكون ذلك سبب من أسباب حلول الخير علينا..

 في تدبر كتاب الله ترسيخ الإيمان في القلوب وزيادة اليقين فيها بحيث لا تأتينا الشبهات ولا وساوس الشياطين فتزلزل ما لدينا من إيمان وعقيدة..

في كتاب الله جل وعلا الخير العظيم الذي نصل به إلى جنة الخلد ونكون بذلك ممن رضي عنه رب العزة والجلال إذا تدبرنا كتاب الله تمكنا من تطبيق آيات القرآن على أنفسنا فنكون بذلك ممن أرضى ربه وأسعد نفسه وحصل خيري الدنيا والآخرة..

في تدبر كتاب الله زيادة آفاق المعرفة عند الإنسان وتوسيع مدارك عقله وفهمه..

في تدبر كتاب الله فوائد كثيرة ولذلك فإن العقلاء يحرصون على هذه الغاية العظيمة ويسألون الله جل وعلا أن يفهمهم كتابه ليكونوا بذلك من السعداء في الدنيا والآخرة..
قال الإمام الثعالبي:(تدبر القرآن كفيل لصاحبه بكل خير في الدنيا والآخرة)..

تدبر كتاب الله فيه خيرات عظيمة ولذلك علينا أن نفعل الأسباب التي تؤدي بنا إلى فهم كتاب الله عز وجل..

 ومن تلك الأسباب أولا: الإكثار من قراءة كتاب الله فان من أكثر من قراءة كلام رب العزة والجلال فانه حينئذ سيفتح له أبواب من أبواب الفهم والتدبر وبذلك يكون قد حصل أجور عظيمة فإن العبد يؤجر على قراءته لكتاب الله كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:(اقرؤوا القرآن فانه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه)...

من وسائل تدبر كتاب الله:أن نعرف من لغة العرب ما يمكننا من فهم هذه الآيات القرآنية التي ترد علينا فان القرآن عربي نزل بهذه اللغة،ومن فضل الله عز وجل أن هيأ علماء يتجهون لكتاب الله بالشرح والتفسير ليعرفوا الناس مراد رب العزة والجلال وبالتالي فان قراءة كلام أهل العلم يجعلنا نفهم كلام الله جل وعلا وخصوصا تلك التفاسير التي نثق في مؤلفيها وأصحابها...

من أسباب  تدبر كتاب الله أيضا: أن نتوجه لرب العالمين أن يجعلنا ممن فهم كلامه وتعرف لمراد الله جل وعلا..

من أسباب فهم العبد لكلام الله:أن يعرف القيمة العالية لهذا الكتاب ومحتواه من الخير فإن هذا الكتاب لو انزل على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله فإذا كان هذا تأثيره في الجبال فكيف تأثيره على قلوب الناس،في كتاب الله جل وعلا الهدى والنور والخير والسعادة ومن هنا لابد أن نبحث عن هذه الكنوز العظيمة التي احتواها هذا الكتاب ولا يكون ذلك إلا بتدبر كتاب الله..

ومن وسائل تدبر كتاب الله عز وجل: أن نطبق الآيات القرآنية على أنفسنا والله لو بحثنا في آيات القرآن لوجدنا لكل فعل من أفعالنا إشارة وذكر في هذا الكتاب كأنه إنما أنزل البارحة من أجل أن يحكم على أفعالنا لتكون على أكمل الوجوه وأحسنها،في كتاب الله عز وجل ثمرات عديدة إنما يحصلها العبد بتدبر هذا الكتاب قال تعالى:(كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب) ويقول جل وعلا في كتابه العزيز (أفلم يدبروا القول أم جاءهم ما لم يأتي آبائهم الأولين) ،يقول سبحانه وتعالى موبخا أولئك الذين لا يتدبرون هذا الكتاب:(أفلا يتدبرون القران ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلاف كثيرا) وانظر لقول الله عز وجل:(وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا) ..

ومن أنواع هجر كتاب الله:ترك تدبر آيات القرآن وعدم معرفة المراد بها،لو جاءك كتاب أو رسالة ممن كان له مكانة ومنزله فانه ليس من العقل في شيء أن لا تتفهم مقصوده بذلك الكتاب فكيف تأتيك هذه الرسالة وهذا الكتاب العظيم من رب العزة والجلال ثم لا تبذل الأسباب فهم لمراد الله ومعرفة المقاصد العظيمة التي احتواها هذا الكتاب قال جل وعلا:(وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم اشد منهم بطشا فنقبوا في البلاد هل من محيص إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد) ..

هذه الآيات جاءت بقصص الأمم الماضية كيف أهلكهم الله أمة قائمة عظيمة لها شأن كبير أهلكت بأسباب يسيرة سهلة..

 لو تدبرنا هذه الآيات فقط لكان في ذلك أعظم موعظة لقلوبنا فكيف إذا تدبرنا الآيات القرآنية التي فيها صفات رب العالمين..

لو تدبرنا الآيات القرآنية التي فيها صفات الجنة وصفات النار والله لو تدبرناها لانقلبت حياتنا وأصبحنا أسعد الناس وأصبحنا ممن جمع خيري الدنيا والآخرة ..

اللهم اذقنا فهما لكتابك، وتدبرا لآياتك،وعملا به..
                     اللهم يا حي يا قيوم أكرمنا بفهم هذا الكتاب العظيم..                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                     

وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين..


0 أضف تعليق:

إرسال تعليق

أخي الزائر/أختي الزائرة:
قبل أن تكتب تعليقك ،تذكر قول الله تعالى :

{ مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } سورة ق الآية(18)

.๑. (النور جل جلاله) .๑.

لماكان النور من أسمائه سبحانه وصفاته كان دينه نورا،ورسوله نورا،وكلامه نورا، ودار كرامته لعباده نورايتلألأ،والنور يتوقد في قلوب عباده المؤمنين،ويجري على ألسنتهم،ويظهر على وجوههم،ويتم تبارك وتعالى عليهم هذا النور يوم القيامة