الثلاثاء، 31 مايو 2011

الرزق




بسم الله الرحمن الرحيم
 الرزق


  الحمد لله رب العالمين ... يتصرف في الكون كيف يشاء لا راد لما قضى ولا مانع لما أعطى ..

أحمده سبحانه وأشكره وأثني عليه.. وأشهد أن لا اله إلا الله وان محمد عبده ورسولهـ ..

فإن من المعاني التي يقصدها كثير من الخلق ويهتمون بها وتكون جزءاً من حياتهم طلب الأرزاق 

فكيف نتعامل مع هذا الموضوع ؟
وما هي الوسائل الشرعية التي نتمكن بها من تحصيل الأرزاق؟
وما هي العقائد التي تتعلق بهذا الأمر؟

وهو ما سنتناوله في درسنا لهذا اليوم ..

الأرزاق بيد الله عز وجل يهبها لمن يشاء ويمنعها من يشاء كم قال جل وعلا:(والله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر)
 وقال تعالى (لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى)


ولما ذكر الله جل وعلا قصة مريم عليها السلام لما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا ،قال يا مريم أنى لكي هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب هنالك دعا زكريا ربه قال رب هب لي من لدنك وليا..

دعا زكرياعليه السلام  ربه عندما دخل على مريم وجد عندها رزقا في غير أوانه وجد فاكهة الصيف في الشتاء أو وجد عندها فاكهة الشتاء في الصيف هنالك دعا زكريا ربه بأن يرزقه الولد وأن يجعل له غلاماً 
مع أنه كان كبير السن وامرأته كانت عاقر,

لأن الله عز وجل يرزق من يشاء بغير حساب 

 يقول الله جل وعلا : (( يأيها الناس اتقوا ربكم هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء و الأرض ))
ويقول الله تعالى : ((أمن هذا الذي يرزقكم إن أمسك رزقه بل لجو في عتو ونفور))
ويقول جل وعلا : ((وكأين من دابة لا تحمل رزقها الله يرزقها وإياكم ))


إذا كان الأمر كذلك وعرفنا أن الأرزاق بيد رب العالمين فحينئذ ماهي الأسباب التي إذا فعلناها ييسر الله لنا الأرزاق ؟


أول هذه الأسباب التكسب  والضرب في الأرض ،فإن التكسب من أسباب جلب الأرزاق كما أمر الله تعالى بالضرب في الأرض وخفف على الأمة صلاة الليل فإنها كانت في أول الإسلام واجــبة فخففت لأسباب منها التجارة وطلب الأرزاق .


ومن أسباب تحصيل الأرزاق أيضاً تقوى رب العالمين ،فإن من اتقى الله وقدم على طاعته وابتعد عن معصيته فإن الله جل وعلا سيرزقه كم قال تعالى: ( ومن يتقي الله يجعل له مخرجا - ويرزقه من حيث لا يحتسب )..

كذلك من أسباب تحصيل الأرزاق دعاء رب العالمين ،فإن الله قد وعد الداعين بإجابة دعائهم ولما دعا إبراهيم عليه السلام قال: ( رب اجعل هذا بلداً آمنا وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الأخر قال ومن كفر فأمتعه قليلاً ثم أضطره إلى عذاب النار وبئس المصير).. 

ثم ذكر الله  جل وعلا من دعاء نبيه عيسى عليه السلام انه قال (وارزقنا وأنت خير الرازقين)،والله جل وعلا قد أمرنا بابتغاء الرزق عنده فقال سبحانه: ( فابتغوا عند الله الرزق ) ، وكان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم  (اللهم بارك لي فيما رزقتني ). 

وكذلك من أسباب تحصيل الأرزاق الإيمان ،فإن الله تعالى يقول: ( أولئك هم المؤمنون حقا لهمن مغفرة ورزق كريم ).


ومن أسباب تحصيل الأرزاق أيضاً الإنفاق ،فإن من أنفق في سبيل الله أخلف الله عليه نفقته بأكثر مما أنفق والله كريم ، إذا أنفقت على نفسك تتقرب بذلك لله على عمل صالح ، أو أنفقت على أبنائك وأهل بيتك تتقرب بذلك لله فإن الله سيغدق عليك في النفقة قال تعالى: (وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين )


ومن أسباب تحصيل الأرزاق  أن يتوكل على رب العزة والجلال فيعتمد بقلبه على الله على تحصيل الأرزاق ويعلم أن الأسباب التي تكون من ابن ادم ليست هي الجالبة للرزق وإنما هي أسباب قد تحصل الرزق وقد لا تحصله وإنما الذي يعطي الأرزاق رب العزة والجلال يقول النبي صلى الله عليه وسلم ( لوإنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتعود بطانا) .


ومن أسباب تحصيل الأرزاق أيضاً  مراعاة الضعفاء والاهتمام بحال الأيتام والفقراء فإن هذا من أسباب رزق الله للعبد ،كما قال النبي صلى الله عليه وسلم (هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم) .


ومن أسباب جلب الأرزاق أيضاً أن يكثر الإنسان من صلة رحمه ،فإن صلة الرحم وبركته تجلب الرزق كما قال النبي صلى الله عليه وسلم (من أحب أن يوسع له في أجله أن يبسط له في رزقه فليصل رحمه)..


وأعوذ إلى السبب السابق وهو الإنفاق إذا حصل إنفاق في الأمة فإن الله جل وعلا يعطي العباد أكثر مما أنفقوا ولذلك ورد في الحديث القدسي 
أن الله عز وجل يقول : ( يابن أنفق أنفق عليك ) ، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم : (ما نقصت صدقة من مال )،ويقول النبي صلى الله عليه وسلم  :(ما من صباح له ينادي فيه المنادي اللهم  أعطي منفقاً خلفاً ، ويقول الأخر اللهم أعطي ممسكاً تلفاً ).

فانظر كيف كانت النفقة التي هي إذهاب بعض المال من أكبر الأسباب لنماء المال وبركته.


ومن أسباب جلب الأرزاق أن يشكر الله جل وعلا ، قال تعالى : (ولئن شكرتم لأزيدنكم ).

إذا وصل إليك الرزق فلا بد أن تشكر الله ،قال تعالى: (ويرزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون).

 وينبغي للإنسان أن يتأدب بآداب الرزق ومن ذلك أن يقتصر الإنسان على الحلال 
قال تعالى: (وكلوا مما رزقكم الله حلالاً طيباً ) وأن يحرص على النفقة الواجبة.


(أنفقوا مما رزقناكم ) وأن لا يحرم شيئاً من المباحات ، قال  الله تعالى : ( حرموا ما رزقهم الله افتراءً على الله ).


وأن لا يغتر العبد بالنعم فانظر إلى قارون كيف خسف الله به وبداره الأرض وقال قومه : (ويكأن الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر) ، وأن لا ينبغي على الناس بسب هذه الأرزاق وأن لا نكون ممن قال الله عنهم : (ولو بسط الله الرزق لبغوا في الأرض ) وأن لا نشتغل بهذه الأرزاق عن طاعة الله جل وعلا : ( قل ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة والله خير الرازقين ) .



أسأل الله جل وعلا أن يجعل ما رزقنا عوناً على طاعته ،وأن يكون ما رزقنا شاهداً لنا لا شاهداً علينا ..


كما أسأله جل وعلا أن يدر علينا جميعاً الأرزاق وأن يجعلنا ممن صرفها لطاعة الله .


وصلى الله على محمد وعلى آله وصبحه وسلم تسليماً كثيراً.























تابع القراءة...

الثلاثاء، 24 مايو 2011

تفسير سورة الأعراف


بسم الله الرحمن الرحيم

تفسير سورة الأعراف 

د . محمد عبد الله الربيعة.















تابع القراءة...

الثلاثاء، 17 مايو 2011

الغفلة عن أمر الإيمان والآخرة خُلقٌ سيّئٌ


الغفلة عن أمر الإيمان والآخرة خُلقٌ سيّئٌ


إن من أعظم ما يصاب به الإنسان من مساوئ الأخلاق أن يشتغل بأمر دنياه وينسى آخرته وشأن الإيمان بالله ومتطلباته!!.

وهذا قصور في النظر، وداء خطير يودي بسعادة الإنسان، وقد ينقله عن إنسانيته.

وقد قال القائل:
أبنيَّ إن من الرجال بهيمة ... في صورة الرجل السميع المبصرِ
فَطِنٌ بكل مصيبة في ماله ... وإذا أُصيبَ في دينه لم يَشْعُرِ!!

فلا تَخْتَلَّ نظرتك إلى هذا الحدّ الذي تُدْرك فيه أهمية أمور دنياك وتذهل عن آخرتك وإيمانك وواجباته!!.

ولا شك في أن من تكون الدنيا همّه يتسلّط عليه عدد كبير من مساوئ الأخلاق التي يجرّ بعضها بعضاً، أما من يكون الإيمان والآخرة همه فإنه يَجتمع فيه -بحكم هذه الصفة- عدد من الأخلاق الحميدة التي يجرّ بعضها بعضاً أيضاً؛
 فالحسنة تطلبُ أُختَها، وكذلك السيئة.


تابع القراءة...
.๑. (النور جل جلاله) .๑.

لماكان النور من أسمائه سبحانه وصفاته كان دينه نورا،ورسوله نورا،وكلامه نورا، ودار كرامته لعباده نورايتلألأ،والنور يتوقد في قلوب عباده المؤمنين،ويجري على ألسنتهم،ويظهر على وجوههم،ويتم تبارك وتعالى عليهم هذا النور يوم القيامة