الاثنين، 21 فبراير 2011

غاياتنا "محبة الله لنا"


بسم الله الرحمن الرحيم

محبة الله لنا 

فضيلة الشيخ: سعد بن ناصر الشثري

  
الحمد لله رب العالمين أحمده على نعمه الكثيرة التى أسداها لنا وأشكره على مننه الجزيلة التي أعطاها لنا ..


وأشهد أن لا اله إلا الله وحده  لا شريك له واشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه  وعلى آله وأصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا..
   
 أما بعد:


أرحب بكم أخواني المشاهدين الكرام وأسأل الله جل وعلا أن يتقبل منا ومنكم وأن يجعلنا وإياكم من عباد الله المخلصين..



 وبعد: لنا غايات وأهداف نرجوا أن نحققها ونسعى إلى تحصيلها
هذه الغايات غايات عالية ،غايات طيبة كثيرة ،هذه الغايات من أهمها أن يحبنا الله كيف نتمكن من الحصول على هذه المرتبة العظيمة  محبة رب العالمين لنا ؟  



محبة الله جل وعلا لها ثمرات كثيرة ونتائج عديدة من تلك الثمرات التي نحصلها من محبة الله أن يورث الله جلا وعلا  محبتنا في قلوب خلقه كما فى الحديث
 أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
(إن الله إذا أحب عبدا نادى جبريل أني أحب فلان فينادي جبريل في أهل السماء أن الله يحب فلان فأحبه فيوضع له القبول في الأرض )



كذلك محبة الله من أسباب وقاية الله للعبد من المعاصي والذنوب...



ومن أسبابه مباركة الله للعبد فى أعماله وتوفيقه بأن يقدم على العمل الصالح الطيب ويبتعد عن العمل السيئ  ؛يقول النبي صلى الله عليه وسلم :( قال الله عز وجل: وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذى يبصر به ويده التى يبطش بها ورجله التي يمشي بها ولإن سألني لأعطينّه ولإن استعاذني لأعيذنّه )



ومن هنا لابد أن نتدارس هذا الموضوع المهم الا وهو محبة الله للعبد ، كيف نحصلها وكيف نبتعد عن الموانع التي تمنع محبة الله لنا لقد ذكر الله جلا وعلا فى كتابه أسباب عديدة تجعل الله يحب لنا؛ جاء بعض الناس إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم  فقالوا : يارسول الله إنا نحب الله فأنزل الله  آية الامتحان التي تختبرهم هل محبتهم محبة صحيحة أو ليس كذلك فقال تعالى (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفرلكم ذنوبكم)



فليس الشأن في أن تحب الله وإنما الشأن كل الشأن في أن يحبك الله ولذلك لعلنا نتدارس بعض الأسباب المؤدية إلى محبة الله للعبد من تلك الأسباب اتباع النبي صلى الله عليه وسلم  كما في الآية السابقة ؛ فإن من اتبعه صلى الله عليه وسلم أحبه الله جلاوعلا  ومن ذلك الإحسان بأن يحسن العبد فى عبادته لربه بحيث يكون على صفة لو رآه الله جلا وعلا لأحبه ورضي منه عمله ..
ونحسن إلى عباده بتقديم العمل الطيب الذي يسعدهم في دنياهم وآخرتهم  قال تعالى (واحسنوا إن الله يحب المحسنين )



وكذلك من أسباب محبة الله للعبد التقوى كما قال سبحانه (أن الله يحب المتقين ) المراد بالتقوى أن يجعل العبد بينه وبين عذاب الله وسخطه وقايه بفعل الطاعات واجتناب المعاصى ؛وكذلك من أسباب محبة الله للعبد العدل في التعامل مع الخلق وفى الحكم بين المتخاصمين  وفي جميع أحوال الإنسان  فإن من عدل فإن الله يحبه كما قال سبحانه :
(وإن حكمت فاحكم بينهم بالقسط إن الله يحب المقسطين)
أي: العادلين..



كذلك من أسباب محبة الله للعبد أن يكون العبد على طهارة ونقاء يتطهر قلبه من الغل والحقد والحسد ويتطهر فى نفسه من الذنوب والمعاصي كما قال سبحانه ((إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين ))
التوابين هم كثيرين التوبة الذين كلما وقع منهم ذنب عادوا إلي الله وتابوا من ذلك الذنب الذي عملوه...


كذلك من أسباب محبة الله للعبد الصبر بحيث يصبر الإنسان على المصائب التى تصيبه فلا يسخط ولا يتجزع وكذلك يصبر على الطاعات فيقدم عليها وكذلك يصبر عن المعاصي فيبتعد عنها ولايقدم عليها قال جلا وعلا (والله يحب الصابرين ) كذلك من أسباب محبة الله للعبد أن يكون العبد متوكلا على الله بمعنى أن يكون مفوضا للأمور لله فهو يعلم أنما فى الدنيا لا يمكن أن يكون شيئا فى الدنيا إلا بقضاء من الله وقدر ومن هنا فهو يستمد العون من الله وهو يعتمد بقلبه على الله ويعلم أن الأسباب ليست مؤثرة بذاتها
 وإنما تؤثر بقضاء الله وقدره الذى يقول للشيء كن فيكون ، قال تعالى (فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين )..




هناك أسبابا أخرى وردت  فى أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ، تجعل الله يحب العبد من تلك الأسباب أن يكون المرء رفيقا فى التعامل مع الآخرين يقول النبي صلى الله عليه وسلم (إن الله رفيقا يحب الرفق في الأمر كله )...
ومن ذلك أن يكون العبد سمحا في التعامل بيعا وشراء تعاملا
وإعطاء وأخذا ...
 يقول النبي صلى الله عليه وسلم (أحب الله عبدا سمحا إذا باع سمحا إذا ابتاع )

وكذلك جاء فى الحديث بيان أن حرص الإنسان على طهارة ثيابه ونقائها من أسباب محبة الله للعبد  ،لما قيل النبي صلى الله عليه وسلم إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنا ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم قال :إن الله جميل يحب الجمال )
 ومن ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الله يحب العبد التقي النقي الخفي) .. 
التقي: الذي يقدم على الطاعات ويبتعد عن المعاصى.
النقي: الذي لم يداخل مع شيء من المحرمات بالمكاسب ولاغيرها .
 الخفي: الذي لديه عبادات يخفيها عن الناس لايطلع عليها إلا رب العزة والجلال جلاوعلا .



كذلك من الأمور التي تنتج محبة الله للعبد أنه يحرص على محبة خلق الله في اللهيحب المؤمنين تقربا لله عزوجل يقول النبي صلي الله عليه وسلم:( قال الله عز وجل: وجبت محبتي للمتحابين فيّ ،والمتزاورين فيّ، والمتجالسين فيّ
 والمتباذلين فيّ)



فإذا أحب الناس بعضهم بعضا في الله وتجالس بعضهم مع بعض لله ، كما في مجلسنا هذه ولو ابتعدت بنا الأقطار والمسافات فنحن قد جلسنا مجلس علم لله
 وكذلك إذا تزاور الناس لله ، أو بذل بعضهم شيئا مما لديه لإخوانه الذين يحبهم فى الله، وكل هذه الامور تستدعي محبة الله للإنسان فيكون ذلك من أسباب محبة الله جلاوعلا لك يا أيها المؤمن..



 إذا كانت هذه الصفات تستجلب محبة الله للعبد، فهناك صفات أخرى تجعل العبد يبتعد عن محبة الله وتجعل العبد لايحبه رب العزة والجلال ،ولذلك علينا أن نتدارسها من أجل أن نجتنبها ؛فننفي عن أنفسنا موانع محبة الله جلاوعلا ..



يقول الله جلا وعلا ((ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين )) فالاعتداء على الآخرين سواء كان اعتداء بالقول أو اعتداء باليد سواء اعتداء في الأعراض أو الأموال أو في الدماء كل هذا من أسباب ابتعاد محبة الله للعبد ..



كذلك من أسباب ابتعاد محبة الله عن العبد الفساد فإن المفسدين لا يحبهم الله جلا وعلا  سواء افسدوا أديان الناس أو أفسدوا أمولهم أو أفسدوا أعراضهم أو افسدوا  أي شيء من مصالح الناس سواء كان في الأمور العامة الناس يحتاج إليه الناس عموما أوكانت فى خصائص الناس فهذه من أسباب ابتعاد محبة الله جلاوعلا عن العبد؛وهكذا أيضا التكبر والتجبر عن الناس من أسباب ابتعاد محبة الله عن العبد ؛يقول الله جلاوعلا ((إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا ))



المختال:المتكبر، الفخور: الذي يفخر بم لديه من النعم ويكون ذلك من أسباب بغيه على الناس ..



كذلك من أسباب ابتعاد  محبة الله عن العبد الإسراف فإن العبد إن أسرف وبذل نعم الله فيما لايحتاج إليه كان ذلك من أسباب ابتعاد محبة الله عن العبد يقول الله جلاوعلا (إن الله لا يحب المسرفين )،(وكلوا وشربوا ولاتسرفوا إن الله لا يحب المسرفين )  فالإسراف من أسباب ابتعاد  محبة الله عن العبد ...



هكذا أيضا الخيانة فإن العبد إذا خان الآخرين كان ذلك من أسباب ابتعاد محبة الله عن العبد ،كما قال جلاوعلا (إن الله لا يحب الخائنين)...



وانظر لهذه الآية في آخر جلستنا  هذه يقول عز وجل (يائها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه )

فإن لم تستجلب محبة الله لك فإن الله جلا وعلا سيستبدلك بغيرك وسيأتي بأمم وأشخاص يحبهم الله ويحبون الله .

أسأل الله جلا وعلا أن يجعلنا وإياكم مما أحبه الله
فكان ذلك من أسباب سعادته فى دنياه وأخرته..

 هذا وإلى لقاء قريب ..

والسلام عليكم ورحمة وبركاته.. 


0 أضف تعليق:

إرسال تعليق

أخي الزائر/أختي الزائرة:
قبل أن تكتب تعليقك ،تذكر قول الله تعالى :

{ مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } سورة ق الآية(18)

.๑. (النور جل جلاله) .๑.

لماكان النور من أسمائه سبحانه وصفاته كان دينه نورا،ورسوله نورا،وكلامه نورا، ودار كرامته لعباده نورايتلألأ،والنور يتوقد في قلوب عباده المؤمنين،ويجري على ألسنتهم،ويظهر على وجوههم،ويتم تبارك وتعالى عليهم هذا النور يوم القيامة