الأربعاء، 1 فبراير 2012

موانع دخول الجنة


غاياتنا


فضيلة الشيخ: سعد الشثري


موانع دخول الجنة


الحمد لله رب العالمين أنعم علينا فأجزل وأعطانا فأكثر ووهبنا فأغدق النعم علينا نحمده سبحانه ونشكره ونثني عليه ,وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه وسلم تسليما كثيرا.


أما بعد ..

فلنتباحث في شيء من موانع دخول الجنة وإن دخول الجنة غاية عظيمة نسعى إليها فلابد أن نتدارس الموانع التي تمنعنا من دخولها فنكون بذلك من الفائزين بجنة الخلد إذا اجتنبنا تلك الموانع.


يقول النبي صلى الله عليه وسلم {كل أمتي يدخول الجنة الامن أبى قيل: ومن يأبَ يا رسول الله .
قال:من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى }


*          فعصيان الله ورسوله من موانع خول الجنة وشاهد هذا في كتاب الله قوله سبحانه: { ومن يعصي الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين }


v          ومن مانع دخول الجنة أيضا أن يكون المرء ممن صرف شيء من العبادات لغير الله سبحانه وتعالى فمن كان يسجد لغير الله أو يدعو أحدا غير الله فقد خالف أمر الله في قوله سبحانه: {وأن المساجد لله فلا تدعو مع الله أحد }.

ويقول سبحانه : { ومن يدعو مع الله إلها آخر لا برهان له بت فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرين }

لما يأتي الناس يوم القيامة ويأتي أولئك الذين يٍٍٍُِِِِِدعون من دون الله تعالى فيتبرؤون ممن كانوا يدعونهم في الدنيا.


فـــــــــــــــيا خسارة أولئك الذين صرفوا عبادة الدعاء لغير الله!


قال سبحانه:

{ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون / وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين }.


v          يقول الله جل وعلا في وصف ذلك اليوم:

{ وبرزت الجحيم للغاوين / وقيل لهم أين ما كنتم تعبدون / من دون الله هل ينصرونكم أو ينتصرون / فكبكبوا فيها هم و الغاوون  /
 وجنود إبليس أجمعون }


ويقول الله خل وعلا {إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار }.


v          ومن موانع دخول الجنة أن يكون المرء مطيعا لعدوه الشيطان .


هـــــــــذا الشيطان عدوا لنا يريد منا أن نكون من أهل النار ولا يريد منا أن نكون من أهل الجنة.


انظر لأبوينا ـ عليهما السلام ـ لما أطاعا الشيطان في الأكل من الشجرة أخرجهما الله من الجنة :
{يا بني آدم لا يفتننكم  الشيطان كما أخرج أبويكما من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوءاتهما إنه يراكم هو و قبيله من حيث لا ترونهم إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون }


v          كذلك من أسباب منع الناس من دخول الجنة أن يكون أولئك الناس ممن يُكذبون بأخبار الله ويستكبرون عن طاعة الله إذا جاءهم خبر عن الله كذبوا به و إذا جاءهم أمر من الله استكبروا واستنكفوا فلم يستجيبوا له يقول الله تعالى :

 {إن الذين كذبوا بئاياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط وكذلك نجزي المجرمين / لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش وكذلك نجزي الظالمين }


{لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط } :الإبرة في رأسها فتحة صغيرة لدخول الخيط الذي يُخاط به ــــ هذه الفتحة تكون صغيرة جداـــ

هل يعقل دخول الجمل الكبير منها ؟؟


v          كذلك من أسباب منع بعض الناس عن دخول الجنة أن يكون ممن ترك الصلاة فإن ترك الصلاة شنيعة من الشنائع .


v          وهكذا أيضا إتباع الشهوات من أسباب منع بعض الناس من دخول الجنة ،قال الله تعالى:


v          { فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا/ إلا من تاب و ءامن وعمل صالحا فؤلئك يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئا }.


v          وهكذا أيضا  من أسباب منع بعض الناس من دخول الجنة أن يكونوا مستمرين على سبيل الطغيان وبأن يطغوا على عباد الله وبأن يطغوا في نعم الله وبأن يقدموا الدنيا على الآخرة فتكون الدنيا هي أكبر علمهم وغاية مناهم ومقصدهم ولذلك قال الله جل وعلا :

{فأما من طغى / وآثر الحياة الدنيا  / فإن الجحيم هي المأوى }

v          وهكذا هناك أسباب عديدة تمنع الناس من دخولوالذنوب.جعلهم من أهل النار اسمع إلى هذه الآيات وادعو الله عز وجل { ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام/ وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد/ وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم وبئس المهاد }

وفي مقابل هذا الصنف صنف آخر ذكره الله تعالى في الآية التي بعدها فقال سبحانه { ومن الناس من يشري نفسه ابتغى مرضات الله والله رءوف بالعباد}.

   فانظر إلى هذه الصفات التي وردت في هذه الآيات أولا :

صفات أولئك الذين جعل الله مأواهم جهنم ـ والعياذ بالله ـ .{ ومن الناس من يُعجبك قوله في الحياة الدنيا }  تجده يتكلم بالكلام الحسن الطيب الذي ظاهره خير ، ينتقي المصطلحات التي يكون لها قبول عند الناس ثم يجعل في ثناياها وفي دونها  ما يكون مضر بالآخرين .


{ وهو ألد الخصام }: صاحب خصومة وصاحب حجاج، ثم إنه إذا تولى سعى في الأرض فسادا يفسد عباد الله ويفسد الناس أجمعين؛ يفسدهم: بإبعادهم عن طاعة الله، وصدهم عن الخير والطاعة إلى سبيل المعاصي والذنوب .

وإذا ذٌُكر بالله  { أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم و لبئس المهاد }.


أسأل الله جل وعلا أن يوفقنا وإياكم إلى العمل الصالح الرشيد الذي نكون به من أهل الجنة، وأن يجنبنا وإياكم موانع دخول الجنة برحمته فهو أرحم الراحمين.


هذا والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..





0 أضف تعليق:

إرسال تعليق

أخي الزائر/أختي الزائرة:
قبل أن تكتب تعليقك ،تذكر قول الله تعالى :

{ مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } سورة ق الآية(18)

.๑. (النور جل جلاله) .๑.

لماكان النور من أسمائه سبحانه وصفاته كان دينه نورا،ورسوله نورا،وكلامه نورا، ودار كرامته لعباده نورايتلألأ،والنور يتوقد في قلوب عباده المؤمنين،ويجري على ألسنتهم،ويظهر على وجوههم،ويتم تبارك وتعالى عليهم هذا النور يوم القيامة