الجمعة، 29 يوليو 2011

الصحة

بسم الله الرحمن الرحيم


سلسلة برنامج غاياتنا

الصحة

الحمد لله رب العالمين أحمده على نعمه الكثيرة ، كم من نعمة وهبها لنل جل وعلا في أبداننا في أسماعنا في أبصارنا في أجسادنا في سائر أمورنا فأحمده جل وعلا وأشكره ،، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه وسلم تسليماً كثيراً.

أما بعد:


فإن من المطالب التي يسعى إلى تحصيلها كثير من الناس نعمة الصحة ، فإن هذه النعمة متى استعملت في الخير والطاعة كانت من أسباب رفعة درجة العبد دنيا وآخرة ،ولكنها أيضا متى استعملت في التجبر على عباد الله والبغي عليهم وظلمهم كانت من أسباب الخسارة في الدنيا والآخرة..


إن نعمة الصحة نعمة عظيمة ولكن كثيرا من الناس لا يعرفون مقدارها!


ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم : (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ).


يقول النبي صلى الله عليه وسلم :  (من أصبح معافا في بدنه، آمنا في سربه، عنده قوت يومه وليلته ، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها).
هذه النعمة العظيمة (نعمة الصحة )مما يسأل العبد عنه يوم القيامة ويمتن به عليه في ذلك اليوم، يقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه الترمذي بإسناده: (أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة من النعيم أن يقال له : ألم نصح جسمك ونروِّك من الماء البارد).


ويقول النبي صلى الله عليه وسلم : (لا بأس بالغنى لمن اتقى الله ،والصحة لمن اتقى خير من الغنى).


ولذلك ينبغي بنا أن نتدارس هذه النعمة كيف نستعملها في طاعة؟


وكيف نستجلبها، ونجعل أنفسنا ممن تمتع بهذه النعمة العظيمة ( نعمة الصحة ).


يقول جل وعلا : ( من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون ) ، ومن أنواع الحياة الطيبة : صحة الجسد وعدم ورود الأمراض عليه ..


فالسبب الجالب لذلك : العمل الصالح والإيمان.


وهكذا أيضا من أسباب إي راد الصحة للعبد: أن يكون العبد ممن أكثر من الاستغفار ، فإن الله جل وعلا يقول : (وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعا حسنا إلى أجل مسمى ويؤتي كل ذي فضل فضله).


وذكر الله جل وعلا عن هود – عليه السلام – أنه رغب قومه في أن يستغفروا : (وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا ويزدكم قوة إلى قوتكم) ، والقوة إلى القوة مما يدخل فيها : قوة الصحة.


وكان النبي صلى الله عليه وسلم  يسأل ربه العافية في مواطن كثيرة من المواطن التي دعا فيها ، فكان يقول في صلاة الوتر: (اللهم عافني فيمن عافيت)، وكان صلى الله عليه وسلم يقول : (اللهم عافني في جسدي وعافني في بصري لا إله إلا أنت ).


بل كان يطلب من أصحابه أن يسألوا الله العافية ؛فقال:
( سلوا الله العافية ).


وقد دعا لعدد من أصحابه – رضوان الله عليهم – بأن يعافيهم الله جل وعلا.


ومن هنا فإن من أسباب جلب هذه النعمة ( نعمة الصحة) : أن يدعو الإنسان ربه جل وعلا ، ولا يقتصر في دعائه على وقت المرض ، بل يدعو الله بالعافية في حال صحته وسلامته ، كما يدعو الله بالعافية في حال مرضه وسُقمه.
فإن الله جل وعلا قد وعد من تذكره في حال الرخاء بأن يذكره في حال الشدة، كما ورد ذلك في حديث ابن عباس في السنن .


ومن أسباب جلب هذه النعمة : أن يتقرب الإنسان إلى ربه جل وعلا بالتداوي ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد أمر بذلك فقال : (يا عباد الله تداووا ، فإنه ما من   داء إلا وله دواء، علمه من علمه وجهله من جهله).


وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بالتداوي ، فأمر بعض أصحابه بأن يستعملوا الأدوية التي كانوا يعرفونه في ذلك الزمان ، وأمر العرنيين أن يخرجوا إلى خارج المدينة ليتداووا هناك بألبان الإبل وأبوالها.
فإذا تقرب الإنسان لله عز وجل بالتداوي كان مأجورا،واستجلب هذه النعمة الطيبة.


كذلك من أسباب الصحة : أن يبتعد الإنسان عن أولئك الذين لديهم أمراض معدية، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : (إذا سمعتم بالطاعون في بلد فلا تدخلوها، وإذا جاء إليها وأنتم فيها فلا تخرجوا منها).


وقال صلى الله عليه وسلم : (فرَّ من المجذوم فرارك من الأسد). وقال (لا يوردن ممرض على مصح).


هكذا من أسباب جلب هذه النعمة (نعمة الصحة ) : الرقية ، فيرقي الإنسان نفسه بالأذكار والأدعية الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ويرقي إخوانه بذلك، فقد ورد في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (من آلمه شيء من جسده فقال : بسم الله  (ثلاثا) ، أعوذ بالله وقدرته من شرما أجد وأحاذر إلا أذهب الله عنه ما يألم).


وجاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:  (من عاد مريضا لم يحضر أجله فقال عنده :أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيَك ، إلا شفاه الله وعافاه).



كذلك من أسباب جلب هذه النعمة (نعمة الصحة) : أن يترك العبد الذنوب والمعاصي ،فإن الله تعالى قد أخبر أن ما يصيب الناس من مصيبة إلا بسبب أعمالهم، فإذا تركنا الذنوب والمعاصي فإن الله تعالى يصح لنا أبداننا،فنكون بذلك ممن ابتعدت عنه الأمراض ، وجلبت له الصحة..




وهنا عدد من الآداب والأحكام الشرعية التي أذكر بها إخواني فيما يتعلق  بالمرض وهو:




*أن الله - جل وعلا - أمرك  يا أيها المؤمن  بأن تأخذ من صحتك لمرضك، يعني : أن تعمل عملا صالحا في حال الصحة ، حتى إذا جاء حال المرض فإذا عندك رصيد عظيم ، ويكتب لك أجر ما كنت تؤديه صحيحا، كما قال صلى الله عليه وسلم : (إذا مرض العبد أو سافر كتب له ما كان يؤديه صحيحا مقيما).


*إذا مرض العبد كفرت ذنوبه، كما قال صلى الله عليه وسلم : (ما يصيب المؤمن من هم ولا نصب ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كان ذلك كفارة لذنوبه).


*إذا صبر العبد على ذلك أعطي الثواب الجزيل (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب).


*وإذا رضي العبد بقضاء الله أجر أجرا ثالثا..


* وإذا تداوى ينوي بذلك  التقرب لله، وتصحيح جسده ليتمكن من طاعة الله ، كان بذلك ممن أجر على مرضه.




عندي في آخر حديثي هذا: تذكير لإخواني بزيارة المرضى ، وتذكير بحديث نبوي يقول فيه النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن المؤمن إذا أصابه سقم ثم عافاه الله منه ،كان كفارة لما مضى من ذنوبه ،وموعظة له فيما يستقبل ، وأتي ما يستقبل من عمره، وإن المنافق إذا مرض وعوفي كان كالبعير عقله أصحابه ثم أطلقوه ، فلا يدري لم عقل ولا يدري لم أطلق ).



أسأل الله جل وعلا أن يرزقنا وإياكم العافية ، اللهم يا حي يا قيوم أسبغ علينا لباس الصحة جميعا..


اللهم من شاهدنا فارزقه لباس الصحة ، اللهم واجعل ذلك عامة للمؤمنين في مشارق الأرض ومغاربها ..

هذا والله أعلم.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.





0 أضف تعليق:

إرسال تعليق

أخي الزائر/أختي الزائرة:
قبل أن تكتب تعليقك ،تذكر قول الله تعالى :

{ مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } سورة ق الآية(18)

.๑. (النور جل جلاله) .๑.

لماكان النور من أسمائه سبحانه وصفاته كان دينه نورا،ورسوله نورا،وكلامه نورا، ودار كرامته لعباده نورايتلألأ،والنور يتوقد في قلوب عباده المؤمنين،ويجري على ألسنتهم،ويظهر على وجوههم،ويتم تبارك وتعالى عليهم هذا النور يوم القيامة