الأربعاء، 13 يوليو 2011

الطمأنينة


بسم الله الرحمن الرحيم
غاياتنا
فضيلة الشيخ : سعد بن ناصر الشثري ـ حفظه الله ـ


الطُمأنينة

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين.

أما بعد :

فمن الغايات العظيمة التي يطلبها أصحاب العقول الكبيرة {الطُمأنينة}

والمراد بالطمأنينة سكون القلب مع اختلاف الأحوال وتغير الأمور ومشاهدة الأهوال .

الطُمأنينة :ثبات القلب وسكينة الجوارح.

الطُمأنينة التي في قلب المسلم : لا تتأثر عند نزول المحن وتقلب المصائب .

بل صاحب الطمأنينة تجده ساكناً عاقلا يحرص على أن يكون تصرفه على أكمل الوجوه وأتمها ، تصرفه على وفق ما يجلب المصالح ويدرئ المفاسد بعقل وروية وثبات .

انظر لوصف الله جل وعلا في قوله سبحانه { هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم ولله جنود السماوات والأرض وكان الله عزيزا حكيما}

وانظر لقوله سبحانه {وإذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب}
فأهل الإيمان عندهم الثبات والسكينة والطمأنينة .

الطمأنينة التي يتصف بها المؤمنون : نعمة من الله جل وعلا كما قال سبحانه: { لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعنك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريب  } 

ويقول جل وعلا: { إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وألزمهم كلمة التقوى وكانوا أحق بها وأهلها وكان الله بكل شيء عليما}.

واسمع لقول الله جل وعلا: { وما جعله الله إلا بشرى لكم ولتطمئن قلوبكم به وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم }.

انظر إلى حال أهل الكهف كيف وصفهم الله بقوله سبحانه وتعالى: { وربطنا على قلوبهمبمعنى أننا ثبتناهم  وأنزلنا عليهم السكينة فاستقرت نفوسهم وهدأ بالهم فلا يجزعوا ولا يخافوا فلا يجزعون من الناس ولا يخافون من أحد من البشر .

حتى يتمكنوا بذلك من الصدع بالحق ويصبروا على المصائب التي تأتيهم ويصبروا على فراق الأهل والنعيم وغير ذلك من الأمور المحبوبة للنفوس عند فرارهم إلى غار لا أنيس فيه ولا ماء ولا طعام .

لا يخفى علينا خبر الهجرة حينما سافر النبي صلى الله عليه وسلم خرج من مكة طريداً شريدا معه أبو بكر الصديق ـ رضي الله عنه ـفجاء إلى الغار حتى لحقهما المشركين عند ذاك .
يقول أبو بكر : والله يا رسول الله لو أطلع أحد منهم أو لو رأى ما تحت قدميه لأبصرنا .
فقال النبي الله صلى الله عليه وسلم بسكينة وطمأنينة : {ما ظنك باثنين الله ثالثهما }

فهذه هي طمأنينة المؤمن التي تكون في القلب المصدق بالله جل وعلا .

انظر يوم بدر حينما جاء النبي صلى الله عليه وسلم ومعه أناس
قليل وعتاد قليل ولم يكن لهم خبرة بتنظيم حول حروب وقتالا ومعارك وجاءت قريش بقوات عظيمة وهم على أكمل استعداد خرجوا للقتال فثبت الله جل وعلا النبي صلى الله عليه وسلم ومن معه بينما دارة الدائرة على من قابلهم .


إن السكينة والطمأنينة التي تنزل في القلب سلاح عظيم يمد الله به المؤمنين .

*هناك مواطن جاءت الشريعة بالترغيب في السكينة
 فيها أكثر من غيرها :

vمن ذلك حال المشي إلى الصلاة كما قال النبي صلى
 الله عليه وسلم:
{إذا مشيتم إلى الصلاة وامشوا وعليكم السكينة والوقار فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا  }

vهكذا أيضا حال انتقال الإنسان بين مشاعر الحج
 فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد أوصى المؤمنين في تلك المواطن بالسكينة فقال: {أيها الناس السكينة السكينة فليس البر بالإيضاع


قال جابر : أفاض رسول الله  صلى الله عليه وسلم
 وعليه السكينة.


vومن ذلك أيضا في أثناء أداء الصلاة فإن العبد يناجي رب العزة والجلال ولذلك عليه أن يتصف بهذه الصفة الطيبة صفة الطمأنينة والسكينة يقول النبي صلى الله عليه وسلم {اسكنوا في الصلاة }
vيقول الإمام مالك ـرحمه الله ـ من طلب العلم فليطلبه وعليه السكينة والوقار والخشية .

السكينة نعمة من الله في أوقات الشدائد التي تطيش فيها القلوب وتتقلب لها الأفئدة وتكون طمأنينة العبد على حسب معرفته بالله جل وعلا وعلى حسب يقينه بوعد الله سبحانه وتعالى بنصر أولياءه المؤمنين وبحسب إيمانه وشجاعته .

*من أسباب تنزل السكينة والطمأنينة في
قلوب المؤمنين :
vالإجتماع على طلب العلم وإقراء القرآن فقد جاء في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
{ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه فيما بينهم  إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده}

*من أسباب تنزل السكينة أيضا ومن أسباب وجود الطمأنينة في القلوب أيضا :
vالإكثار من قراءة القران
فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
{تلك السكينة تنزلت للقرآن }
*ومن أسباب وجود الطمأنينة في القلب :
vأن يتوجه العبد إلى ربه جل وعلا بأن ينزل السكينة والطمأنينة في قلبه ولذلك كان من دعاء سلفنا الصالح في بيت شعري معروف
فأنزلنِّ سكينة علينا           وثبت الأقدام إن لاقينا
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يرددها يوم الأحزاب .

*من أسباب الطمأنينة :
vالإكثار من ذكر الله تعالى كما قال سبحانه {الذين ءامنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب }

اللهم أنزل علينا السكينة في قلوبنا وجعلنا ممن استقرت الطمأنينة في قلبه فكان ذلك من أسباب بقاءه على إيمانه
وزديادة منه .

وأسأله جل وعلا أن ينزل السكينة والطمأنينة في قلوب المسلمين جميعا في مشارق الأرض ومغاربها .

هذا والله أعلم .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.



0 أضف تعليق:

إرسال تعليق

أخي الزائر/أختي الزائرة:
قبل أن تكتب تعليقك ،تذكر قول الله تعالى :

{ مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } سورة ق الآية(18)

.๑. (النور جل جلاله) .๑.

لماكان النور من أسمائه سبحانه وصفاته كان دينه نورا،ورسوله نورا،وكلامه نورا، ودار كرامته لعباده نورايتلألأ،والنور يتوقد في قلوب عباده المؤمنين،ويجري على ألسنتهم،ويظهر على وجوههم،ويتم تبارك وتعالى عليهم هذا النور يوم القيامة