الخميس، 14 يوليو 2011

النصر


بسم الله الرحمن الرحيم

غاياتنا
فضيلة الشيخ : سعد الشثري 

النصر


الحمد لله رب العالمين ،نصر أولياءه المؤمنين وهزم أعدائه الكافرين ،أحمده على نعمه وأشكره
 وأثني عليه ،وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ،وأشهد أن محمداً عبده ورسوله نصره ربه وأعزه ورفع مكانته وهزم أعدائه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد:

فإن من الغايات التي يسعى إليها كثيرا من الناس أن يتحقق النصر على الأعداء كما قال تعالى: (وأخرى تحبونها نصرٌمن الله وفتح قريب وبشر المؤمنين ).

والنصر من الأمور التي يتعلق بها قدر الله عز وجل ، فالنصر على الأعداء ليس بسبب قوه ولا مهارة ولا تخطيط وإنما هو هبة ربانية يهبها جل وعلا لمن يشاء من عباده كما قال سبحانه (وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم ) .
وقال جل وعلا: (إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده وعلى الله فليتوكل المؤمنون )
ويقول سبحانه: (وكفى بالله وليا وكفى بالله
نصيرا ).

إن ينصركم الله فستكتفون بنصر الله، قال تعالى: (والله يؤيد بنصره من يشاء )،ويقول جل وعلا ممتناً على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم: (هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين )، ويقول سبحانه: (بل الله مولاكم وهو خير الناصرين ).

ذكر الله جل وعلا قارون في كتابه العزيز، وذكر ما أوتيه من قوة  ومال عظيم ،حتى إن مفاتحه لتعجز عنه الجماعة من الرجال (يعجزون عن حمله ) ومع ذلك ذكر أنه لما طغى وتجبر ونسب هذه النعم إلى نفسه  عاقبه الله فخسف به وبداره الأرض فما كان له من فئة ينصرونه من دون الله وما كان من المنتصرين .

من فضل الله عز وجل على هذه الأمة أن جعل لها النصر متى تمسكت بكتاب الله.
  
  وأخبر الله جل وعلا بأنه لا بد أن يوجد في كل زمان من أهل هذه الملة من يكون منصورا من عند الله عز وجل   يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورين لا يضرهم من خذلهم إلى قيام الساعة )

وانظر إلى سيرة النبي صلى الله عليه وسلم يأتي وحيداً فينصره الله تعالى ، ويأتي بقلة من الجيش وله من العتاد  فينصره الله عز وجل على عدوه: ( ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة فاتقوا الله  لعلكم تشكرون )،( لقد نصركم الله في مواطن كثيرة )

وإذا نظرنا إلى أنبياء الله السابقين وجدنا أن الله عز وجل قد نصرهم على أعدائهم:

مـوسـى عليه السلام وحيدا يأتي إلى فرعون الملك المتجبر الذي يقول: (أنا ربكم الأعلى )
 فانظر كيف نصر الله عبده موسى  وأغرق عدوه (ونصرناهم من القوم الذين كذبوا بآيتنا  ).

إن لنصر الله جل وعلا للمؤمنين أسباب لا بد من التزامها حتى يحصل النصر قال تعالى: ( يأيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيراً لعلكم
 تفلحون*وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع  الصابرين )

فهذه وسائل ـ الثبات ـ وذكر الله جل وعلاـ وطاعة الله ورسوله ـ وعدم التنازع والشقاق ـ مع الصبر.

  فمتى اتصفنا بهذه الصفات نصرنا رب العزة والجلال .   

إن من الصفات التي ينصر الله أهلها: صفة الإيمان كما قال جل وعلا: ( إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد ) وكما قال جل وعلا: (وكان حقاً علينا نصر المؤمنين) .

ومن أسباب النصر: أن يلاحظ المؤمنون الضعفاء وأن يهتموا بشأنهم يتساعدوا ويتعاونوا معهم  يقول صلى الله عليه وسلم: (هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم )

ومن أسباب نصر الله للعبد: أن يكون العبد ناصراً لله قائماً بدين الله زائداً عن هذا الدين داعياً إليه( فمن نصر الله نصره الله)، قال تعالى: (يأيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم )

ومن أسباب النصر أيضا: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ،كما قال تعالى: ( ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز *الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور) .

خمس صفات : أولها: نصرة الله .
وثانيها: إقامة الصلاة و إظهارها .
 وثالثها: إيتاء الزكاة وجبايتها.
 و رابعها: الأمر بالمعروف .
وخامسها :النهي عن النكر.

والمعروف هو:كل ما أمر الله به، فالمعروف هو تلك الأفعال الحسنة الطيبة التي ــــ وعرفنا حسنها.

وأما المنكر فهو:كل ما نهى الله جل وعلا عنه.

إن من أسباب النصر أيضا: أن يكون العبد متصفاً بصفة الصبر، كما ورد في الحديث :(وإن النصر مع الصبر )،وقال تعالى: (فإن مع العسر يسرا* إن مع العسر يسرا ) .

وهكذا أيضا: الانتصار، فإن من بغى عليه الخلق فانتصر لنفسه فإنه لا يؤاخذ بهذا وسينصره الله تعالى ،قال تعالى :(ذلك ومن عاقب بمثل ما عوقب به ثم بُغي عليه لينصرنه الله )

ومن أسباب النصر: الدعاء، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من الدعاء باستجلاب النصر، وانظر لقوله تعالى: (وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين ) .
وانظر لآخر سورة البقرة حين قال الله تعالى على لسان المؤمنين: ( أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين )
وقد ورد في الحديث أن من دعا بإي دعاء  في هاتين الآيتين فإن الله سيستجيب دعائه.

وانظر لما دعا نوح وغيره من الأنبياء: ( قال رب أنصرني  بما كذبون ) نصره الله تعالى ,وانظر قوله تعالى عن نوح (فدعا ربه أني مغلوب فأنتصر ) فكيف نصره الله.

ومن أسباب النصر: أن يكون المؤمنون قد وثقوا بوعد الله ولم يخالطهم شك ولم يأتي عليهم ريب في وعد الله بالنصر:
(فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا ولا مبدل لكلمات الله ولقد جاءك من نبا المرسلين )،(حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فنجي من نشاء ولا يرد بأسنا على القوم المجرمين ) .

اللهم انصرنا بنصرك وأيدنا بتأييدك، وانصر المؤمنين يا حي يا قيوم ..
 اللهم يا حي يا قيوم لا تجعلنا من المتخاذلين أو المتهاونين..

هذا والله أعلم ،وصلى الله على نبينا  محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .


0 أضف تعليق:

إرسال تعليق

أخي الزائر/أختي الزائرة:
قبل أن تكتب تعليقك ،تذكر قول الله تعالى :

{ مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } سورة ق الآية(18)

.๑. (النور جل جلاله) .๑.

لماكان النور من أسمائه سبحانه وصفاته كان دينه نورا،ورسوله نورا،وكلامه نورا، ودار كرامته لعباده نورايتلألأ،والنور يتوقد في قلوب عباده المؤمنين،ويجري على ألسنتهم،ويظهر على وجوههم،ويتم تبارك وتعالى عليهم هذا النور يوم القيامة