السبت، 9 يوليو 2011

اليقين


بسم الله الرحمن الرحيم
اليقين
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين.
 أما بعد:
فأرحب بإخواني أهل اليقين والإيمان الذين يسعد المرء بالتواصل معهم بأي وسيلة من وسائل التواصل ويتقرب بذلك لله عزوجل وما ذاك إلا لأنه يستفيد من صحبتهم اليقين بصدق وعد الله عز وجل..
 فإن اليقين غاية من غايات العقلاء التي يسعون إليها..
 فرق بين حال ذلك الإنسان المضطرب القلق الذي ترد عليه الوساوس والذي كلما سمع ناعق ينعق أو متكلم يتكلم تبعه وترك طريقته الأولى  ومبدأه الذي كان يجزم به وما ذلك إلا لأنه كان فاقد لليقين..
 إن اليقين غاية من الغايات العظيمة التي يسعى إليها المؤمنون لما لها من آثار عظيمة وفوائد كثيرة في الدنيا والآخرة..
 فاليقين فيه طمأنينة للقلب، اليقين فيه استقرار للعلم في القلوب، اليقين يجنب الإنسان الاضطراب وكثرة التنقل والحركة، اليقين مبني على علم بالقلب وجزم بذلك العلم مع عمل القلب بنتيجة ذلك الجزم، جاء عن ابن مسعود رضي الله عنة أنه قال:(اليقين خير ما ألقي في القلوب ).
وجاء عنه رضي الله عنه أنه قال: (اليقين الإيمان كله ).
علامة اليقين أنك إذا كان لديك يقين فإن الشبهات إذا وردت عليك أو الفتن إذا حصلت وكنت فيها فحينئذ تكون ثابت لا تزعزعك هذه المصائب أو هذه الحوادث إذا جاءك ابتلاء وجاءك نقص من أمور الدنيا فحينئذ لا يزعزعك ما يحصل لديك من نقص هذا هو علامة اليقين .
 قال الحسن رحمه الله:
 ( باليقين طُلبت الجنة، وباليقين هُرب من النار، وباليقين أديت الفرائض ،وباليقين تركت المعاصي ،وباليقين صبر على الحق اليقين مع الصبر تنال به الولاية
والإمامة  بالدين، كما قال جل وعلا: (وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون)
اُنظر لموقف النبي صلى الله عليه وسلم لما جاءه المرجفون يخوفونه من كفار قريش بعد معركة أحد وإنهم سيعودون إلى المؤمنين وسيستأصلونهم قال الله تعالى: (الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم  فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل - فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء)
 وما ذاك إلا أنهم قد حمدوا الله، وأيقنوا بوعد الله فلم يمسسهم سوء..
 إن من سبل تحصيل اليقين التفكر في آيات الله الكونية ،انُظر كيف احتوى جسمك على العديد من الآيات العظيمة كيف احتوى الكون على آيات كبيرة تجعل المؤمن يوقن بقدرة الله
 عز وجل : (وفي الأرض آيات للموقنين)
 جاء في الحديث عن أنس رضي الله عنه: أن من أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم (اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك )
هذا الثبات هو: اليقين
 كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: (اللهم ارزقني من اليقين ما تهون به علي مصائب الدنيا)
جاء في الحديث الآخر: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (سلوا الله العافية واليقين فإن اليقين نعمة من الله).
قال بعض العارفين : (اليقين واردات ترد على النفوس من الله تعجز النفوس عن ردها)
 من أعظم أسباب تحصيل اليقين طلب العلم الشرعي ، فإن من عرف العلوم الشرعية وتعمق فيها ودرسها أورثه ذلك يقينا خصوصا إذا كان يهتدي بالكتاب والسنة ولا يستجيب لكل ما يعارض الكتاب والسنة من أهواء النفوس أومن ما يسمى معقولا وهو في حقيقة الأمر من الجهالات أو ما يسمى واردات النفس والأوهام والوحي ونحو ذلك مما تلقيه الشياطين في القلوب .  
العبد المؤمن يوقن بالكتاب والسنة فيحصل اليقين بذلك، قال تعالى: (ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين)
وقال سبحانه: ( يفصل الآيات لعلكم بلقاء ربكم توقنون).
وقال جل وعلا: (قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور).
 من أسباب تحصيل اليقين التفكر في آيات الله الكونية، كما قال تعالى: (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف  بربك أنه على كل شيء شهيد).
من أسباب تحصيل اليقين ترك الذنوب والمعاصي، فإن الذنوب تطبع على القلب وتجعله لا يبصر حقائق الأشياء لا يحصل درجة اليقين، ولذلك قال سبحانه : (كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون ).
فإن الذنوب إذا عملها العبد نكتت في قلبه نكته سوداء بسبب تلك الذنوب التي عملها وبالتالي يصبح لا يُميز بين الحق والباطل .
هذا والله اعلم .
 وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم.



0 أضف تعليق:

إرسال تعليق

أخي الزائر/أختي الزائرة:
قبل أن تكتب تعليقك ،تذكر قول الله تعالى :

{ مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } سورة ق الآية(18)

.๑. (النور جل جلاله) .๑.

لماكان النور من أسمائه سبحانه وصفاته كان دينه نورا،ورسوله نورا،وكلامه نورا، ودار كرامته لعباده نورايتلألأ،والنور يتوقد في قلوب عباده المؤمنين،ويجري على ألسنتهم،ويظهر على وجوههم،ويتم تبارك وتعالى عليهم هذا النور يوم القيامة