الأربعاء، 5 أكتوبر 2011

مغفرة الذنوب



بسم الله الرحمن الرحيم

سلسلة برنامج غاياتنا

مغفرة الذنوب

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين.
أما بعد:
 فإن من الغايات التي نسعى إليها: أن تصفو صحيفتنا من الذنوب والمعاصي.

-    كم من ذنب قد عملناه’ وكم من معصية أقدمنا عليها’
فكيف نخلص صحائفنا من تلك الذنوب والمعاصي’ ونجعلها ناصعة بيضاء ليس فيها إلا الخير وليس فيها إلا العمل الصالح الذي يقربنا إلى الله.

-    هذه الذنوب والمعاصي التي عملناها كيف نتخلص منها وكيف نكون بذلك ممن أرضى رب العالمين.

-    إن ربنا-  جل وعلا- رحيم ودود يدعونا إلى جناب التوبة مهما كبجهالة ثما ومهما عظمة معاصينا ومهما تتابعت سيئاتنا قال تعال :{قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم }.

انظر إلى قول الله عز وجل: { ثم إن ربك للذين عملوا السوء بجهالة  ثم تابوا من بعد ذلك وأصلحوا إن ربك من بعدها لغفور رحيم }.

ويقول الله جل وعلا: { وإنّي لغفار لمن تاب وءامن وعمل صالح ثم اهتدى } بل إن العبد المؤمن يتمكن باستغفاره وتوبته من قلب سٍيئاته لتكون حسنات.

-    انظر إلى من كان رصيده في البنك بالناقص فنقلب رصيده ليكون بضد ذلك {{كان مائة ألف بالناقص أصبح مائة ألف بالزائد}} وذلك من فضل الله عز وجلّ .

قال سبحانه: {{ إلا من تاب وآمن وعمل عملاًًًًًً صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيما}}.

-     إن الاستغفار والتوبة تجعل رب العزة والجلال يؤيد العبد ويحب التائب المستغفر كما قال جل وعلا {إنّ َيحب التوابين ويحب المتطهرين }.

بل إن الله جل وعلا قد امتن على عباده الذين يستغفرونه ويتوبون  بأن يجعل حياتهم طيبه هنيئة سعيدة كما قال سبحانه { وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعا حسنا إلى أجل مسمى ويؤتي كل ذي فضل فضله }.

إن الندم على المعصية والتوبة منها ينتج أن يقبل رب العزة والجلال عليك أيها المؤمن إن الندم على ما كان منك من الذنوب والمعاصي يمحو الذنوب السابقة ويصفي صحيفتك السابقة فلا تفوتنك أيها المسلم ساعة الندم في التوبة فما أعظم أثرها على النفس وما أكثر ثوابها عند الرب .

ورب العالمين عفوٌ غفور جاء في الترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال {
 قال الله تعالى : يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي

-    إن الوقوع في الذنب والمعصية حال ضعف الإنسان ووصول وساوس الشيطان إليه ليس من الأمور المستغربة لكن المستغرب أن تستمر على معصيتك وذنبك
 وألا تستغفر منه .

لما ذكر الله المتقين الذين أُعدت لهم الجنة ذكر من صفاتهم أنهم: { والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين }.

- إن النبي صلى الله عليه وسلم قد حثنا على التوبة والاستغفار بعد كل ذنب يقول صلى الله عليه وسلم {والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر الله لهم }.

بل إن النبي صلى الله عليه وسلم قد رغب المؤمنين في ساعات الإجابة بالإكثار من الاستغفار .

لما جاء أبو بكر الصديق رضي الله عنه على مكانته في الإسلام فقال يا رسول الله علمني دعاء أدعو به في صلاتي فقال النبي صلى الله عليه وسلم {قل اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا وإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم }.

-    ولما جاءت عائشة رضي الله عنها تقول يا رسول الله أرأيت إن وافقت ليلة القدر فما أقول قال قولي: {اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني }.

-    إذا كان الله جل ّوعلا يعلم ما في النفوس من الهم بالعاصي والذنوب والسيئات فحينئذ علينا أن نحذر منه جل وعلا:
{ واعلموا أن الله يعلم ما في صدوركم فاحذروه واعلموا أن الله غفور حليم }.

-    إذا علمنا بأن الله رحيم يقبل توبة التائبين حرصنا على التوبة والاستغفار من أجل أن تصفو أحمال ظهورنا من تلك الذنوب والمعاصي .

-    لقد ذكر الله جل وعلا ذلك في قوله سبحانه: {ألم نشرح لك صدرك * ووضعنا عنك وزرك * الذي أنقض ظهرك }.
-    ولقد ذكر الله جل وعلا عباده الصالحين الأوائل من الأنبياء والأولياء، وذكر أن شأنهم هو الإقدام
على التوبة .

# فإبراهيم عليه السلام كان يقول: { وتبّ علينا إنك أنت التواب الرحيم }.
# وموسى عليه السلام يقول: {سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين}.

*                      التوبة من أسباب استجلاب العبد للفلاح والنجاح كما قال سبحانه {وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون}.

*                      التوبة والاستغفار من أسباب تصفية العبد لما في قلبه بحيث يكون نقيا صافيا لا يكون محلا للشبهات أو الشهوات يقول النبي صلى الله عليه وسلم {إن العبد إذا أخطأ نكتت في قلبه نكتةٌ سوداء فإذا هو نزع واستغفر وتاب صقل قلبه وإن عاد زيد فيه حتى تعلو قلبه } يعني تزداد السواد على قلبه قال وهو الران الذي ذكره الله جل وعلا في قوله: {كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون }.

*                      اللهم يا حي يا قيوم صفي صحائف أعمالنا من الذنوب والمعاصي وجعلنا يا ربنا ممن غفرت ذنبه وتبت عليه توبة ورزقته  التوبة النصوح اللهم يا حي يا قيوم إنا قد أخطأنا على أنفسنا فنقر بذنوبنا ونعترف بها، اللهم فاغفرها مغفرة من عندك.

*                       اللهم واجعل هذه المغفرة للمؤمنين جميعا في كل مكان وفي كل موطن يوطنون فيه برحمتك يا أرحم الراحمين .

هذا والله أعلم .

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .


0 أضف تعليق:

إرسال تعليق

أخي الزائر/أختي الزائرة:
قبل أن تكتب تعليقك ،تذكر قول الله تعالى :

{ مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } سورة ق الآية(18)

.๑. (النور جل جلاله) .๑.

لماكان النور من أسمائه سبحانه وصفاته كان دينه نورا،ورسوله نورا،وكلامه نورا، ودار كرامته لعباده نورايتلألأ،والنور يتوقد في قلوب عباده المؤمنين،ويجري على ألسنتهم،ويظهر على وجوههم،ويتم تبارك وتعالى عليهم هذا النور يوم القيامة