بسم الله الرحمن الرحيم
سلسلة برنامج غاياتنا
مغفرة الذنوب
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين.
أما بعد:
فإن من الغايات التي نسعى إليها: أن تصفو صحيفتنا من الذنوب والمعاصي.
- كم من ذنب قد عملناه’ وكم من معصية أقدمنا عليها’
فكيف نخلص صحائفنا من تلك الذنوب والمعاصي’ ونجعلها ناصعة بيضاء ليس فيها إلا الخير وليس فيها إلا العمل الصالح الذي يقربنا إلى الله.
- هذه الذنوب والمعاصي التي عملناها كيف نتخلص منها وكيف نكون بذلك ممن أرضى رب العالمين.
- إن ربنا- جل وعلا- رحيم ودود يدعونا إلى جناب التوبة مهما كبجهالة ثما ومهما عظمة معاصينا ومهما تتابعت سيئاتنا قال تعال :{قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم }.
انظر إلى قول الله عز وجل: { ثم إن ربك للذين عملوا السوء بجهالة ثم تابوا من بعد ذلك وأصلحوا إن ربك من بعدها لغفور رحيم }.
ويقول الله جل وعلا: { وإنّي لغفار لمن تاب وءامن وعمل صالح ثم اهتدى } بل إن العبد المؤمن يتمكن باستغفاره وتوبته من قلب سٍيئاته لتكون حسنات.
- انظر إلى من كان رصيده في البنك بالناقص فنقلب رصيده ليكون بضد ذلك {{كان مائة ألف بالناقص أصبح مائة ألف بالزائد}} وذلك من فضل الله عز وجلّ .
قال سبحانه: {{ إلا من تاب وآمن وعمل عملاًًًًًً صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيما}}.
- إن الاستغفار والتوبة تجعل رب العزة والجلال يؤيد العبد ويحب التائب المستغفر كما قال جل وعلا {إنّ َيحب التوابين ويحب المتطهرين }.
بل إن الله جل وعلا قد امتن على عباده الذين يستغفرونه ويتوبون بأن يجعل حياتهم طيبه هنيئة سعيدة كما قال سبحانه { وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعا حسنا إلى أجل مسمى ويؤتي كل ذي فضل فضله }.
إن الندم على المعصية والتوبة منها ينتج أن يقبل رب العزة والجلال عليك أيها المؤمن إن الندم على ما كان منك من الذنوب والمعاصي يمحو الذنوب السابقة ويصفي صحيفتك السابقة فلا تفوتنك أيها المسلم ساعة الندم في التوبة فما أعظم أثرها على النفس وما أكثر ثوابها عند الرب .
ورب العالمين عفوٌ غفور جاء في الترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال {
قال الله تعالى : يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي
- إن الوقوع في الذنب والمعصية حال ضعف الإنسان ووصول وساوس الشيطان إليه ليس من الأمور المستغربة لكن المستغرب أن تستمر على معصيتك وذنبك
وألا تستغفر منه .
لما ذكر الله المتقين الذين أُعدت لهم الجنة ذكر من صفاتهم أنهم: { والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين }.
- إن النبي صلى الله عليه وسلم قد حثنا على التوبة والاستغفار بعد كل ذنب يقول صلى الله عليه وسلم {والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر الله لهم }.
بل إن النبي صلى الله عليه وسلم قد رغب المؤمنين في ساعات الإجابة بالإكثار من الاستغفار .
لما جاء أبو بكر الصديق رضي الله عنه على مكانته في الإسلام فقال يا رسول الله علمني دعاء أدعو به في صلاتي فقال النبي صلى الله عليه وسلم {قل اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا وإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم }.
- ولما جاءت عائشة رضي الله عنها تقول يا رسول الله أرأيت إن وافقت ليلة القدر فما أقول قال قولي: {اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني }.
- إذا كان الله جل ّوعلا يعلم ما في النفوس من الهم بالعاصي والذنوب والسيئات فحينئذ علينا أن نحذر منه جل وعلا:
{ واعلموا أن الله يعلم ما في صدوركم فاحذروه واعلموا أن الله غفور حليم }.
- إذا علمنا بأن الله رحيم يقبل توبة التائبين حرصنا على التوبة والاستغفار من أجل أن تصفو أحمال ظهورنا من تلك الذنوب والمعاصي .
- لقد ذكر الله جل وعلا ذلك في قوله سبحانه: {ألم نشرح لك صدرك * ووضعنا عنك وزرك * الذي أنقض ظهرك }.
- ولقد ذكر الله جل وعلا عباده الصالحين الأوائل من الأنبياء والأولياء، وذكر أن شأنهم هو الإقدام
على التوبة .
# فإبراهيم عليه السلام كان يقول: { وتبّ علينا إنك أنت التواب الرحيم }.
# وموسى عليه السلام يقول: {سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين}.




هذا والله أعلم .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
0 أضف تعليق:
إرسال تعليق
أخي الزائر/أختي الزائرة:
قبل أن تكتب تعليقك ،تذكر قول الله تعالى :
{ مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } سورة ق الآية(18)