الأربعاء، 19 يناير 2011



9- ربيع أول - 1432هـ




تابع القراءة...

الثلاثاء، 18 يناير 2011

" مطوية غاياتنا "

تابع القراءة...

التخويف بالآيات ليس خرافة



قال الله تعالى: (وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفاً[الإسراء: 59]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم لما كسفت الشمس في عهده: 
"إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله يخوف الله بهما عباده لا تنكسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتم منها ذلك فصلوا وادعوا  حتى ينكشف ما بكم

 ولما حصل الكسوف في عهده خرج صلى الله عليه وسلم من بيته فزعًا يجر رداءه يخشى أن تكون الساعة وما زال المسلمون يعملون بهذه السنة النبوية الثابتة بالأحاديث الصحيحة.
 يصلون صلاة الكسوف ويدعون الله ويستغفرونه خوفًا من العقوبات.



ولما حصل الكسوف في هذه الأيام كتب في جريدة الرياض عدد الثلاثاء 29/01/1432هـ للكاتب فهد الأحمدي مقالًا بعنوان (المعرفة تقتل الخرافة) ينكر فيه التخويف بالكسوف والخسوف والرعد وينكر أن يكونان من الآيات التي يخوف الله بهما عباده مخالفًا الآية وقول النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك.
حيث قال:

 فالإنسان البدائي مثلًا كان يعتقد أن صوت الرعد الذي يتوافق مع الصواعق يعبر عن غضب الإله وحتى يومنا هذا ما يزال من يعتقد أن صوت الكسوف والخسوف إشارتان لانتهاء الزمن واقتراب الحساب. وأنا شخصيًا تعلمت في طفولتي الخوف منهما لهذا السبب.

 وفي حالات كهذه كان الرعب يملأ القلوب وتسيطر الخرافة على العقول قبل أن نتعلم أن صوت الرعد ناجم عن تفريغ الشحنات الكهربائية في السحب الرعدية.

 وأن الكسوف والخسوف ظاهرتان كونيتان يمكن توقع مواعيدهما مستقبلًا من خلال جداول فلكية خاصة إلى آخر ما قال.

والرد عليه أن نقول:

أولًا: صوت الرعد والصواعق والبرق ذكر الله أن هذه الحوادث من آياته التي يخوف بها عباده فقال: (وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمْ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً[الروم: 24]، وقال تعالى: (هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ* وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ[الرعد: 12-13]، وقال في وصف السحاب (يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالأَبْصَارِ[النور: 43]،

 ولا يمنع ذلك أن تكون حقيقة البرق كما ذكر الكاتب ناجمة عن تفريغ الشحنات الكهربائية بإذن الله وقد أهلك الله قوم ثمود بالصاعقة كما قال تعالى:

 (وَفِي ثَمُودَ إِذْ قِيلَ لَهُمْ تَمَتَّعُوا حَتَّى حِينٍ* فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ فَأَخَذَتْهُمْ الصَّاعِقَةُ وَهُمْ يَنظُرُونَ* فَمَا اسْتَطَاعُوا مِنْ قِيَامٍ وَمَا كَانُوا مُنتَصِرِينَ[الذاريات: 43-45].
ونحن لا نعلم حقيقة البرق وأنه ناشئ عن شحنات كهربائية كما قال الكاتب لأن الله تعالى قال: (وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ وَمَا هِيَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْبَشَرِ[المدثر: 36]، (وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ[البقرة: 284]، (يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ).

ثانيًا: الكسوف والخسوف وإن كان يعرف وقت حدوثهما بالحساب فذلك لا يمنع أن يغير الله سببهما ويحدث الله عندهما عذابًا وهلاكًا كما تخوف ذلك النبي صلى الله عليه وسلم وشرع لأمته الصلاة والدعاء عند حدوثهما ومن الذي يضمن زوال الكسوف والخسوف وعودة ضوء النيرين، وقد قال الله تعالى:

 (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ اللَّيْلَ سَرْمَداً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلا تَسْمَعُونَ* قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ النَّهَارَ سَرْمَداً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلا تُبْصِرُونَ[القصص: 71-72].
أيكون ما جاء في هذه الآيات من باب الخرافة كما قال الكاتب أن هذه الأحداث العظيمة ظواهر كونية ليس فيها تخويف ولا عبرة.

أرجو من الكاتب وغيره إعادة النظر لتصحيح هذا الفكر والتصور الذي يخل بالعقيدة. والله تعالى يقول: (وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً[الإسراء: 85]، ويقول سبحانه: (وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً[الإسراء: 36]، وفق الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
كتبه:   

صالح بن فوزان الفوزان
             
  عضو هيئة كبار العلماء
01-02-1432هـ

تابع القراءة...







 ٢٨ محرّم ١٤٣٣ ﻫ





( تكريم فئات: روضة الأطفال، والمراحل الدارسية)
(1)

فلقد كان يوم الأربعاء السادس من شهر ذي الحجة، حفل تكريم روضة الأطفال والمراحل الدراسية، وكان ذلك بعد إكمال عاما دراسيا(1432)..







( تكريم المراحل الدراسية المتوسطة)
(2)

فلقد كان يوم الأربعاء الموافق|  20 من شهر ذي الحجة، حفل تكريم المراحل الدراسية المتوسطة، وكان ذلك بعد إكمال عاما دراسيا(1432)..






( تكريم فئات طالبات العلم)
(3)

فلقد كان يوم السبت الموافق|  24 من شهرمحرم، حفل تكريم فئات طالبات العلم، وكان ذلك بعد إكمال عاما دراسيا(1432)..









 ويتقدم الدار بأسمى عبارات التهاني لجميع الطالبات،متمنيا لهن مزيدا من التقدم والازدهار في العام الدراسي القادم بإذن الله تعالى،وأن يسعين بنشر ماتعلمنه،وأن يكن صالحات مصلحات لمجتمعاتهن  ..

تابع القراءة...

الاثنين، 17 يناير 2011




11 - ذو الحجة - 1431هـ
الحفل التكريمي الثالث لدار التوحيد

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على من اصطفى ، وبعد:

فلقد كان يوم أمس أول أيام عيد الأضحى المبارك
10- ذو الحجة -1431هـ

حفل تكريم طالبات دار التوحيد

حيث قامت بافتتاح الحفل المبارك احدى خريجات الدار
ثم أقيمت باقي التغطيات - ولله الحمد-.

حتى كان وقت تكريم الطالبات، وابتدأ التكريم بتكريم الخريجات،ثم الفئات العليا،وكذا الفئات المتوسطة،ومن ثم روضة الأطفال والأمهات..

نسأل الله تعالى أن يحفظ - دار التوحيد- وأن يجعله شامخاً عزيزاً..
وأن يجزي المقيمات على الدار الجزاء الأوفى..

وإلى لقاء الحفل الرابع -باذن الله-.







a7laal8wafy يقول...
(= ماشاء الله.، من قمة الى قمة سدد الله الخطى ^^
جمال الروح يقول...
نتمنى لكم مزيداً من التقدم والازدهار..
غير معرف يقول...
وفقكم الله لكل خير وسدد خطاكم
غير معرف يقول...
دورات وأنشطة مباركة جزيتم خير يا آل دار التوحيد
غير معرف يقول...
هل هذا الدار لتعليم الإكتروني؟ أم له مقر في احدى الدول؟ وفقكم الله..
امة الله يقول...
جزاكم الله خير الجزاء...
غير معرف يقول...
نسأل الله أن يحفظ الدار وأن يجعلها نور وهدى
المشتاقة إلى الله يقول...
ماشاء الله تبارك الله مدونة متميزة ، أتمنى لكم التوفيق والسداد وإلى الأمام .
غير معرف يقول...
ماشاءالله تبارك الله اتمنى لكم التوفيق
غير معرف يقول...
جزاكم الله كل خير وسدد خطاكم ووفقكم لكل عمل فيه رفعة للدين الاسلامي والامة
تابع القراءة...

الثلاثاء، 11 يناير 2011

رحلة إلى بلاد الأشواق "3" "بيان أسماء الجنة ومعانيها واشتقاقاتها "

                                                                       بسم الله الرحمن الرحيم
رحلة إلى بلاد الأشواق "3"
فضيلة الشيخ : خالد ابن عبد الرحمن الشايع



الحمد الله رب العالمين .. الرحمن الرحيم .. مالك يوم الدين ..
 وصلى الله وسلم على نبينا محمد 
وعلى آله وصحبه أجمعين .. 


أما بـــــــــــعـد ...


مرحبا ًبكم أيها الأحبة الكرام .. في هذه الحلقة الجديدة
 في رحلتي وإياكم إلى بلاد الأشواق ..


في هذه الحلقة ..أواصل التمهيد للبدء في وصف الجنة ..
 وكنت قد ذكرت في حلقات ماضية , ما يتعلق بأن الجنة مخلوقة وموجودة الأن ,
 وأن جاء الحديث عن مكان الجنة وأين هي
 وجاء الحديث عن بيان سعة الجنة وعظم خلقها ..
في هذه الحلقة نُفصّل الحديث في مسألة أخرى وهي : 
"بيان أسماء الجنة ومعانيها واشتقاقاتها "..
هذه المسألة بحثها العلامة ابن القيم رحمه الله , مفصّلة في كتابه 
"حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح " 
ومنه ألخص ذلك وهو مرجع أصيل في وصف الجنة كما نبهّت من قبل ..
يقول رحمه الله :{ ولها عدّة أسماء باعتبار صفاتها ومسمّاها 
واحد باعتبار الذات , فهي مترادفة من هذا الوجه ,وتختلف باعتبار الصفات ,
 فهي متباينة من هذا الوجه .. وهكذا أسماء الرب تبارك وتعالى
وأسماء كتابه وأسماء رسوله وأسماء اليوم الآخر وأسماء النار ..

أما الاســـم الأول في جنات النعيم :
" الجنـــــّـــــة " 

فهو الاسم العام المتناول لتلك الدار , وما اشتملت عليه من أنواع النعيم ,
 واللذة والبهجة والسرور وقُرّة الأعين ,
وأصل اشتقاق هذه النقوة من الستر والتغطية ,
 ومنه الجنين لاستتاره عن العيون ,
 والمِجَن لستره ووقايته الوجه , والمجنون لاستتار عقله وتواريه عنه ,
ومنه سمي البستان جنة لأنه يستر داخله بالأشجار ويغطيه .

الاسـم الثــــــــاني : 
"دار الســــــــــــلام "

وقد سمّاها الله بهذا الاسم بقوله سبحانه ((لَهُم دارُ السلامِ عندَ رَبّهِم)) 
وفي قوله (( واللهُ يَدعُو إلى دارِ السّلامِ))
 وهي أحق بهذا الاسم , فإنها دار السلام من كل بليّة وآفة ومكروه ,
 وهي دار الله واسمه سبحانه وتعالى السلام الذي سلّمها وسلّم أهلها . 
الاســم الثــــــــــــالث :
" دار الخلــــــــــــد "

وسميت بذلك لأن أهلها لا يضعنون عنها أبداً ولا ينتقلون , قال الله تعالى
 ((ومَا هم مِنهَا بِمُخرجِين)) وقال سبحانه ((أكُلُهَا دَائِمٌ وظِلُهَا)) .
الاســـم الرابــــــــع :
" دار المقامــــــــــــة "

قال الله تعالى حكايةً عن أهلها ((وقالوا الحمد للهِ الذي أذهبَ عَنا الحَزنَ
 إنّ رَبنا لغفورٌ شكور الذي أحلّنا دارَالمُقامةِ من فضلهِ لا يمسُّنا فِيها نَصَبٌ
 ولا يمسّنا فِيها لُغُوب)) .
الاســــــــــم الخامـــــــــــــس :
" جنّــــــــــــة المأوى "

قال الله تعالى ((عِندها جنّةُ المَأوى)) وقال سبحانه ((وأمَّا مَن خافَ مقامَ ربّهِ
 ونَهَىَ النّفسَ عنِ الهَوى فَإنَّ الجنّةَهِيَ المَأوى))
والمأوى مفعل من أوى يأوي إذا انضم إلى المكان وصار إليه واستقر به .
الاســم الســــــــــادس :
" جنّــــــــــات عــــــــــدن "

قال الله تعالى ((جناتُ عَدْنٍ التي وعَدَ الرحمنُ عبادهُ بالغيبِ ))
 والاشتقاق من عدن من عَدَنَ بمعنى أقام ولم يبرح. 
الاســـــــم الســــــــابع :
" دار الحيــــــــــــوان "

قال الله تعالى ((وإنَّ الدارَ الآخرةَ لهيَ الحيوان)) والحيوان بمعنى
 الحيـــــــــاة الدائمة الحق التي لا زوال لها ولا انقضاء ,
 بل هي مستمرة أبد الآباد .
الاســـــــــــــم الثــــــــــــامن :
" الفــــــــردوس " 

قال الله تعالى ((أولائكَ هُمُ الوارِثُون اللذينَ يرثُونَ الفِردَوسَ هُم فِيهَا خالِدُون)) 
وأصل الفردوس البستان , قالوا : 
وحقيقته أنه البستان الذي يجمع كل ما يكون في البساتين . 

الاســــــم التــــــــــاسع :
" جنّـــــــــــــات النعـــــــــــيم "

قال الله تعالى ((إنَّ اللذينَ آمَنوا وعَمِلُوا الصَالِحَات لَهُم جنّاتُ النّعِيم))
 وهذا أيضاً اسم جامع لجميع الجنات ,
وذلك لما تضمنته من الأنواع التي يُتنعّم بها من المأكول والمشروب
 والملبوس والصور , ومن الرائحة الطيبة والمنظر البهيج ,
 والمساكن الواسعة , وغير ذلك من النعيم الظاهر والباطن . 

الاســـــــــم العاشـــــــــــر :
" المقام الأمـــــــــــــين " 

قال الله تعالى ((إنَّ المتّقينَ في مقامٍ أمين في جناتٍ وعيون)) 
والمقام موضع الإقامة ,والأمين الآمن من كل سوء وآفة ومكروه ,
 وهو الذي قد جمع صفات الأمن كلها ,
فهو آمن من الزوال والخراب وأنواع النقص ,
 وأهله آمنون فيه من الخروج والنقص والنكد .
 وتأمل كيف ذكر سبحانه الأمن في قوله تعالى ((إنَّ المُتّقينَ في مقامٍأمين)) 
وفي قوله تعالى ((يدعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آمِنين))
 فجمع لهم بين أمن المكان وأمن الطعام ,
 فلا يخافون انقطاع الفاكهة ولا سوء عاقبتها ولا مضرّتها .
 وجمع لهم أيضاً أمن الخروج منها فلا يخافون ذلك ,
 وأمن الموت فلا يخافون فيها موتــــــــا ..



الاســـــــــــم الحادي عشـــــــر والثـــــــاني عشـــــــر :
" مقعـــــــد الصــــــــدق وقـــــــدم الصــــــدق " 
قال الله تعالى ((إنَّ المُتّقينَ في جنّاتٍ ونَهر في مَقعدِ صدقٍ عند مليكٍ مقتدر)) 
فسمّى الجنّة مقعد صدق لحصول كل ما يراد من المقعد الحسن فيها ,
 كما يقال مودّة صادقة إذا كانت ثابتةً تامّة .
 قال ابن كثير رحمه الله :{ في مقعد صدق أي في دار كرامة الله ورضوانه
 وفضله وامتنانه وجوده وإحسانه }.
 قال ابن القيم :{ ومنه قدم الصدق ولسان الصدق ومدخل الصدق
 ومخرج الصدق ,وذلك كله للحق الثابت المقصود
 الذي يُرغب فيه إفلات الكذب الباطل الذي لا شيء تحته ولا يتضمن أمراً ثابتا ,
وفسّر قول ( قدم صدق ) بالجنة , 
وفُسّر بالأعمال الصالحة التي تُنال بها الجنة ,
 وفُسّر بالسابقة التي سبقت لهم من الله , وفُسّر بالرسول الذي على يده
 وهدايته نالوا ذلك ..
هذا التفسير بقوله سبحانه ((وبشّرِ اللذينَ آمنوا أنّ لَهم قدمَ صدقٍ عند ربّهِم)) ,
 قال ابن القيم :
{والتحقيق أن الجميع حق , فإنهم سبقت لهم من الله الحسنى بتلك السابقة
 أي بالأسباب التي قدّرها لهم على يدي رسوله وادّخر لهم جزاءها يوم لقاءه }.
وبعد .. أيها الكرام .. فتلك جملة من أسماء الجنة ,
 ومن المعلوم أن كثرة الأسماء للشيء تدل على شرفه وعظيم شأنه ..
وفي تلك الأسماء ما يُشوّق النفوس إلى نيل الجنة 
ويجعلها تعمل على دخولها ..
فنسأل الله الكريم أن يدخلنا وإياكم الجنة وأن ينجّينا من النار 
ووالدينا والمسلمين .. إنه سبحانه برٌ رحيـــــــــم ..
وصلى الله وسلم على نبينا محمد .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

تابع القراءة...

رحلة إلى بلاد الأشواق "2"



   بسم الله الرحمن الرحيم  
 
رحلة إلى بلاد الأشواق "2"
 
خالد ابن عبد الرحمن الشايع




الحمد الله رب العالمين .. صلى الله وسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا
محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..
أما بعـــــــــــــد ....

لازلت أوطئ بعون الله تعالى للحديث عن الجنة ونعيمها ,
 بذكر شيء مما يتعلق بها من المسائل الكلية , وكنت قد بحثت من قبل بمسألة
 وهي أن الجنة مخلوقة وموجودة الأن , وفي هذه الحلقة أذكر مسألة ثانية :


وهي مكـــــان الجنة ..وأين هي .. إضافة إلى بيان سعة الجنة وعظمها ..
في هذه المسألة "مكان الجنة وأين هي " :
توقف عن الجزم فيها عدد من أهل العلم لعدم صراحة الأدلة لديهم في تجليتها ,
 وقد بحث العلامة ابن القيم رحمه الله ونص على أن الجنة في غاية العلو والارتفاع ,
 ومن كلامه في ذلك :
{ قال الله تعالى (( ولقد رآه نزلة ًأخرى عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى ))
 وقد ثبت أن سدرة المنتهى فوق السماء ,
 وسميت بذلك لأنها ينتهي إليها ما ينزل من عند الله جلّ وعلا فيُقبض منها ,
 وما يصعد إليه فيُقبض منها , قال الله تعالى (( وفي السماء رزقكم وما توعدون))
 وقد فسّر بعض أهل العلم قوله تعالى (وفي السماء رزقكم ) بأنه المطر ,
 وقوله ( وما توعدون ) بأنه الجنة . وثبت في الصحيحين
عن أبي هريرة رضي الله عنه , عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
 [ إنّ في الجنة مئة درجة .. ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض ..
أعدّها الله للمجاهدين في سبيله ] قال وهذا يدل على أنها في غاية العلو والارتفاع ..

ثم قال العلامة ابن القيم
:{ والجنة مقببة ..أعلاها أوسعها ..
 ووسطها هو الفردوس وسقف العرش ,
 كما قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح :
 إذا سألتم الله فسألوه الفردوس , فإنه وسط الجنة وأهل الجنة
 وفوقه عرش الرحمن , ومنه تُفجّر أنهار الجنة }.. رواه البخاري والله أعلم.

سعة الجنة وعظمها :
والمسألة الثانية هي أن الجنة في سعتها وعظمها فوق ما يتصوّره المرء
 أو يخطر في خياله , ومن الأدلة على ذلك قول الحق تبارك وتعالى 
(( وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدّت للمتقين )) ..

قال الحافظ ابن كثير رحمه الله 
:{ قد قيل أن معنى قوله تعالى
 (عرضها السماوات والأرض ) تنبيه عن اتساع طولها ,
 كما قال في صفة فرش الجنة ( بطائنها من إستبرق ) أي فما ظنّك في الظهائر,
 وقيل بل عرضها كطولها لأنها قبــــــة تحــت العـرش ,
 والشيء المقبب والمستدير عرضه كطوله ..
وقد دلّ على ذلك ما ثبت في الصحيح : { إذا سألتم الله الجنة فسألوه الفردوس ,
 فإنه أعلى الجنة , وأوسط الجنة , ومنه تُفجّر أنهار الجنة ,
 وسقفها عرش الرحمن } وهذه الآية كقوله تعالى في سورة الحديد
 (( وسابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض )) .

وثبت في المسند أن هرقل كتب إلى النبي صلى الله عليه وسلم
 
{ إنك دعوتني إلى جنة عرضها السماوات والأرض فأين النار ؟؟
 فقال النبي صلى الله عليه وسلم : سبحان الله !! فأين الليل إذا جاء النهار ؟!! }
قال ابن كثير إسناده لا بأس به ..ثم قال : وهذا يحتمل معنيين :
أحدهما أن يكون المعنى في ذلك أنه لا يلزم من عدم مشاهدة
مالليل إذا جاء النهار أن لا يكون في مكان وإن كنا لا نعلمه ,
وكذلك النار تكون حيث يشاء الله عز وجل ..

الثانية :
 أن يكون المعنى أن النهار إذا تغشّى وجه العالم من هذا الجانب ,
 فإن الليل يكون من الجانب الآخر , فكذلك الجنة في أعلى عليين ,
 فوق السماوات تحت العرش , وعرضها كما قال الله عز وجل
( كعرض السماء والأرض) ..
والنار في أسفل سافلين .. فلا تنافي بين كونها كعرض السماء والأرض
 وبين وجود النار.. انتهى المقصود من كلام الحافظ ابن كثير ,
 وقد رجح رحمه الله المعنى الأول .
وفي هذا السياق أيضا .. يقول العلامة ابن القيم رحمه الله:
{ ولعظم سعة الجنة وغاية ارتفاعها يكون الصعود من أدناها إلى أعلاها
بالتدرّج شيئا ًفشيئا , درجة فوق درجة , كما يقال لقارئ القرءان :
 اقرأ وأرقى ورتّل كما كنت ترتل في الدنيا , فإن منزلتك عند آخر آية تقرأها }
 رواه ابن داوود والترمذي وابن ماجه وأحمد في المسند .

وهذا يحتمل شيئين : أن تكون منزلته عند آخر حفظه ,
 أو أن تكون منزلته عند تلاوته لمحفوظه .. والله أعلم .
وبعــــد ...فذلك مكان الجنة في أعلى عليين , وذلكم سعتها وعظمها ,
 وما أعدّ الله تعالى فيها من النعيم المقيم ..

أسأل الله تعالى أن يقرّ عيني وأعينكم برؤية هذا النعيم ..
 وأعظمه رؤية وجه ربنا الكريم جل وعلا .. ويشمل في ذلك والينا
 وإخواننا المسلمين .. إنه سبحانه برٌ رحيــــــــــم ..

وصلى الله وسلم على نبينا محمد ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. 






تابع القراءة...
.๑. (النور جل جلاله) .๑.

لماكان النور من أسمائه سبحانه وصفاته كان دينه نورا،ورسوله نورا،وكلامه نورا، ودار كرامته لعباده نورايتلألأ،والنور يتوقد في قلوب عباده المؤمنين،ويجري على ألسنتهم،ويظهر على وجوههم،ويتم تبارك وتعالى عليهم هذا النور يوم القيامة