الجمعة، 8 يونيو 2012

لذة النظر إليه عزّ وجلّ


بسم الله الرحمن الرحيم

سلسلة برنامج ذكرى

لذة النظر إليه عزّ وجلّ

إلهي سبحانك ,,, من تتابعت نعمائك على أوليائك في دار كرامتك منحتهم السرور وضاعفت لهم الحبور .. فيا لسعادة من كان بعرصات الجنان ثاويه ومن لذائد أنهارها راويه .. هنالك النعيم الذي لا يوصف والعدد العديد الذي لا يعرف .

مجلس من مجالس النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة من الليالي قمراء , القمر على رأس النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ورسولنا صلى الله عليه وسلم مع أصحابه جلوس ، وإذا به صلى الله عليه وسلم يرسل إليهم بشرى وأي بشرى تلك البشرى والله إنها من أجمل البُشَر التي يسمعها الإنسان .. نظر إلى القمر صلوات ربي وسلامه عليه ثم بشّر الصحابة :
{ إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته } إنها أجلّ نعمة ينعم الله عزّ وجل بها على عباده المؤمنين في جنات النعيم إنه المزيد رؤية العزيز الحميد سبحانه وتعالى في جنات النعيم ..

يقول الله عزّ وجلّ مدللًا على ذلك الفضل (( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ {22} إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ {23} القيامة )) إنها مشرقة نيّرة ، إنها وجوه قد بدت فيها أمارات الصلاح ومع ذلك تهنأ يوم القيامة بالنظر إلى وجه خالقها ومولاها جلّ جلاله وتقدّس سلطانه ..


أي نعمة ألذ .. وأي منة أكبر وأي جلالة أعظم عندما تنظر يا عبد الله إلى الله  ، القلب الذي كان يخفق بحب الله الآن تنظر إلى الله ..

فلا تسل عن فرحة المؤمنين عندما تتكشف الحجب ، ويسعدوا برؤية معبودهم الحق تعالى وجلّ وعزّ، هنالك يزداد السرور أيّما سرور، فيا لتلك الوجوه الناضرة ، ويا لرواء تلك المسرات الوافرة..

علم الله عزّ وجلّ ماذا في قلوب أحبابه له من تشوّف وتشوّق إلى رؤياه سبحانه وتعالى ، فاستمهلهم سبحانه وتعالى وبشّرهم فقال لهم ((مَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللهِ لَآتٍ {5} العنكبوت)) من كان يرجو أن ينظر إلى الله عزّ وجلّ ويمتّع ويتلـذذ بهذه النعمة فالوعد قريب فإنه سيريهم وجهه في يوم القيامة , ولهذا من دعاء الصالحين عبر الأيام والشهور والسنين [ اللهم إنّا نسألك لذة النظر إلى وجهك العظيم ..اللهم إنّا نسألك لذة النظر إلى وجهك العظيم ] ..

إلهي ... وجهك أكرم الوجوه..

إلهي ... رؤيتك أكرم رؤية..

إلهي ... كريم من أكرمته برؤياك..

إلهي ... لا أسـعد من فائز برؤياك..

أنعم الله عزّ وجلّ على موسى بأنه سبحانه اجـتباه من بين خلقه فكلّمه (( وَكَلَّمَ اللهُ مُوسَى تَــكْلِيمًا {164} النساء)) فمتّعه الله عزّ وجلّ بلذة السماع , لكن موسى يحمل قلبًا يخفق بحب الرب سبحانه لم يرضى بهذا وهي نعمة ولم يقنع بهذه وهي منة ، تشوّف للنظر إلى الله عزّ وجلّ ليمتّع ناظره بالنظر إلى ربه كما تمتع بسماع خطابه (( قَالَ رَبِّ أَرِنِي اَنظُرْ إِلَـيْـكَ)) وإذا بالجواب (( قَالَ لَن تَـرَانِي وَلَكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ{143} الأعراف)) وهو جبل عظيم ضارب بأطنابه في الأرض قوي صلب شامخ ويتجلى الله للجبل فيُـدَك وينسف ويسوّى بالأرض , ذلك الحجر الصوان الصلد الذي لا يحس ولا يشعر تدكـدك عن آخره وكأن لم يكن شيئًا مذكورًا ، لماذا ؟؟ لأنه رأى من أنوار ربه سبحانه وتعالى ما جعله يُدكدك عن آخره ..

سبحانه الذي سيكرم أوليائه بالنظر إليه دون أن يحصل لهم ما حصل لذلك الجبل القوي إنها كرامة منه سبحانه وتعالى .. إنها رؤية الله عزّ وجلّ مطلب كل إنسان مؤمن .

فلا تثريب على موسى أن يسأل الله أن يمكنه من لذة النظر إلى وجهه لكن ذلك عطاءً عظيمًا جليلًا جزيلاً والدنيا كما تعلم ليست دار ثواب ، ليست دار جزاء ، فإذا أعطي موسى هذه العطية في الدنيا ما الذي يبقى من جزاءٍ في الآخرة , فادخرها الله له وللمؤمنين وهذا من نعمة الله وفضله لمن آمن به يوم القيامة , وجاءت على لسان الصادق المصدوق وجاءت صريحة واضحة في كلام الله (( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ {22} إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ {23} القيامة)) ..

سبحانك مانح اللطائف الغزيرة وواهب النعم الكثيرة .. سبحانك أسعدت أوليائك يوم لقاءك بأعظم نعمك قدرًا وأوسعها فضلا .. أبحت لهم التلذذ برؤياك واصطفيتهم في يوم لقياك .. سبحانك تفضلت على أوليائك فغشيهم من نور جلالك .. سبحانك أردت لأوليائك كمال النعم فأقررت أعينهم بلذة النظر إلى وجهك الأكرم ..

أخي الكريم ... تأمل هذا الموقف العظيم يوم يدخل المؤمنون إلى الجنان الوارفة والنعيم المقيم ، الأنهار من حولهم جارية ، والأشجار من فوقهم دانية ، الحور حولهم الولدان والغلمان يطوفون ، النعيم أمام أعينهم وفيه يتقلبون ، أعطاهم الله عزّ وجلّ كل ما يتمنون ..

 ولذلك يوم أن يدخل أهل الجنة الجنـة ويأخذون منازلهم وينغمسون في نعيمهم وينسون هموم الدنيا وغمومها ويتلذذون بمكرمة من الله عزّ وجلّ في دار كرامته يسمعون منادي الله في تلك الدار [[ يا أهل الجنة إن لكم عند ربكم موعد يريد أن ينجـزكموه ]]

يا لذة الأسماع بما تسمع , ويا لذة الأبصار بما ترى , ويا لذة القلوب بما تشعر , ويا لذة الأبدان بالوقوف بين يدي الرحيم الرحمن في جنات النعيم فيقولون وهم في نعيمهم يتقلبون :[ ألم يبيض وجوهنا ؟ ألم يدخلنا الجنة ؟ ألم ينجنا من النار ؟ ] فيقال :[ إن لكم موعد عند ربكم ] ما الموعد ؟ أن يلتقوا بربهم .. تلك القلوب التي تشوّفت إلى رؤية علام الغيوب سبحانه وتعالى تذهب إليه تقف بين يديه تنظر إليه ..

ينطلقون تركوا الحور وتركوا الدور وتركوا النعيم وأي نعيم يعدل ذلك النعيم الذي ينادون إليه ، ينطلقون معززين مكرمين إلى ذلك الوادي الأفيح الواسع ، حيث أعدت المقاعد وجهزت الأماكن كراسٍ من ذهب وكراسٍ من فضة وكثبان من مسك .

تلك القلوب التي حنّت إليه وتشوّقت لرؤياه ، وتلك الأبصار التي تشوّفت لئن تراه الآن ، الآن ، الساعة السـاعة ، اللحظة اللحـظة ، يقفون بين يدي ربهم سبحانه وتعالى , وبينما هم جلوس إذ بنور من فوقهم تشرق له الجنة فيرفعون رؤوسهم فإذا بالجبار جلّ جلاله قد أطل عليهم ، فينظرون إلى وجهه فما أُعطوا شيئًا أحب إليهم من النظر إلى وجهه الكريم جلّ جلاله وتقدّس سلطانه ..

فلا تسل عنهم وعن فرحتهم وسرورهم وحبورهم يخرّون للأذقان سجّدًا فيقال لهم : أنتم في موضع تكريم ولستم في موضع عبادة .. ثم ماذا ؟ فإذا بهم يستمعون إلى خطاب الكبير المولى الجليل الكريم الجبار القهار يقول لهم : سلام قول من رب رحيم ! فلا يردون بخير من قولهم : { اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام } ثم يلهمون التسبيح كالنفس لا يلتفتون إلى لذة ولا ينصرفون إلى متعة ، وأي متعة وأي لذة أعظم مما هم فيه أن ينظروا إلى ربهم في يوم القيامة ، عيانًا لا يضامون في رؤيته ولا يحال بينهم وبين ربهم بحجاب , ينظرون إلى الله حجابه النور لو كشفه سبحانه عن وجهه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه ..

يرفع الحجاب وتنبثق سبحات وجه ربنا تملأ الأرجاء لولا أن الله كتب أن لا يحترقوا من نور وجهه لاحترقوا ، هناك ينظرون إلى الله ، إلى خالق الجمال إلى مبدع الأكوان إلى الرحيم الرحمن ، هناك ينظرون إلى ربهم ومولاهم ،هناك يغشاهم من النعيم ما يغشاهم تعرف في وجوههم نضرة النعيم وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة ..

تأملوا معي إلى الحبيب المصطفى وهو يصف آخر رجل يدخل إلى الجنة ، الحديث طويل منه : أنه يمشي على أرض الجنة , على أرض حصباءها اللؤلؤ والياقوت والمرجان ، فيبدو له نور أعظم ما يكون فيخرّ ساجدًا فيقال له : مه ! 

ما لك ؟ قال : رأيت ربي ، رأيت ربي ! من جلال ذلك النور وبهائه وجماله وكماله , فيقال : هذا ليس ربك إنما هذا بيت من بيوتك في الجنة .. فيسير على أرض الجنة فإذا بنور أعظم من النور الأول فيهِمُّ بالسجود فيقال له : مه ! مالك ؟  قال : رأيت ربي ، رأيت ربي ! فيقال : هذا ليس ربك إنما هذا عبد من عبيدك وخازن من خزانك في الجنة وبين يديه أكثر من ألف قهـرمان خدم لك ..

تأملوا معي يسجد لأنه رأى ملك من ملائكة الله وبيت من بيوته في جدة الله فكيف به وهو ينظر إلى الله في جنة الله ، أي فرحة ستكون في قلبه ؟ وأي سرور سيدبُّ إلى فؤاده ؟ أسأل الله وإياكم لذة النظر إلى وجهه الكريم .
((لَلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنــَى وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَـتَـرٌ وَلَا ذِلَّةٌ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ {26} يونس)) .

لله ما أسعده من يوم ! يوم المزيد .. لله كم فيه من سرور ! يوم المزيد ـ. لله من يوم ينادي فيه المنادي : يا أهل الجنة إن لكم عند الله موعد يريد أن ينجزكم ! يوم المزيد .. لله من يوم يكشف فيه الحجاب ! يوم المزيد .. لله من يوم تصغر أمامه كل نعمة ! يوم المزيد .. لله من يوم قرّت فيه عيون المؤمنين ! يوم المزيد ..

مسكين من حرم ذلك الموقف !! مسكين من حجب عن ربه سبحانه وتعالى !! مسكين من حُرم أن ينظر إلى وجه الرّبِّ العزيز الكريم !! مسكين من حُرم أن يلتقي بأرحم الراحمين وأكرم الأكرمين سبحانه وتعالى مالك يوم الدين ..

ولذلك سيحجب الكفار عنه سبحانه وتعالى ، سيحجبون عنه في يوم الدين (( كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ {15} المطففين ))  يقول جلّ وعلا متوعدًا أعدائه بالحـرمان من النظر إليه في يوم لقياه (( أُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ {8} يونس)) لا يرجون لقاءنا ، لم يعملوا في الدنيا لهذه المكانة والكرامة ، لم يسعوا في دنياهم للنظر إلى ربهم في أخراهم ، فعوقبوا بالحرمان فنعوذ بالله من الخذلان ..

من قصد لقاء عظيم أعمل الأسباب واجتهد وتزيّن للقائه ، فقل لي أيها العاقل بأي عمل تهيأت للقاء ملك الملوك تعالى في كبـريائه ، أم بأي زينة تنوي لقاءه تعالى وعزّ.. فيا لها من غاية لا يبلغها إلا المجدُّ الحريص ..

من أراد أن يمتع بالنظر إلى وجه الله في يوم القيامة وأن يشرف بهذه الكرامة والمكانة ، فعليه أن لا يراه مولاه حيث نهاه .. اِنتبه يا عبد الله !! اِنتبهي يا أمة الله !! لا يراكم مولاكم حيث نهاكم ، فإنه إن رآكم في طاعته أراكم لذة النظر إلى وجهه جلّ في عليائه (( فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا {110} الكهف ))..

أقبل على ربك واطرق بابه ، اِطرِّح بين يديه ، لُــــذ بجنابه ، سله من الخيرات ، أكثر من الدعاء الذي كان يدعو به محمد صلى الله عليه وسلم { اللهم إنِّي أسألك لذة النظر إلى وجهك الكريم } ، أسأله في سجودك وقيامك ، أسأله في وقوفك بين يدي ربك وخلواتك ، علّ الله أن يعطيك سؤلك ويحقق مرادك ..

يريد أن يرى الواحد منا وجه ربه في الجنة ويتلذذ ؟؟ عليه أن يتعلق بهذه الصلاة ، الصلاة التي هي صلة بين العبد وربه خاصة صلاة الفجر وصلاة العصر ..

يقول عليه الصلاة والسلام في الحديث :{ إنكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر لا تضامون في رؤيته ، فإن استطعتم ألا تُغلَبوا على ركعتين قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا } أين الذين يضيعون صلاة الفجر؟ وإذا صلوا الفجر ضيعوا صلاة العصر ، أين الذين يضيعون البردين ؟ يضيعون العصر – الصلاة الوسطى –  ويضيعون الفجر ، الصلاة التي لا يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق ..

فاعمل أيها العاقـل ليوم يفوز فيه العاملون برؤية الحقُّ جلّ ثناؤه .. تجلّى لهم مالك الملك في كبريائه وجلاله ، فخرَّ الجميع لخالق الأرض والسماء تبارك ذو العزِّ والثناء .. فيا له من يوم ذاق لذائذه العاملون وحظي بصفائه المشمّرون ..

إذا كنت تؤمل في هذا ولا أخالك إلا كذلك ، ينبغي أن تعلم أن تغض بصرك اليوم عما حرم الله ، وأن تعقد في قلبك صدق النية وحسن السريرة فإن وقعت منك زلة ولابد وجنت يداك مظلمة وقلما أن ينجو فلا سبيل إلا بالاستغفار والتوبة إلى الله علّ الله يكفرها مع الإكثار من الحسنات (( إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّـئَـاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ {114} هود)) مع قيام الليل وتلاوة آيات الكتاب ، مع عقد الأنامل بالتسبيح ، مع الإحسان إلى القريب والبعيد ، تصنعه تفعله من أجل أن يَمُنَّ الله عليك برضوانه ثم يمنُّ عليك بلذة النظر إلى وجهه الكريم ..

هكذا أهل الإيمان ينظرون في كتاب الرحمن في القرآن وفي سنة محمد صلى الله عليه وسلم ما الأسباب الموجبة بفضل الله إلى النظر إلى وجه الله فيغنمونها ويهتبلونها ويفعلونها طمعًا في فضل الله ، ويبحثون عن كل سبب يكون به الحرمان من النظر إلى وجه الرحمن فيبتعدون عنها ..

إذًا أخي الحبيب الله الله في العمل ، الله الله في المبادرة ، الله الله في السعي ، ارفع أكفك إلى الله واسأله أن يرزقك لذة النظر إلى وجهه الكريم ، علّق قلبك به سبحانه وتعالى وأحبه كي يحبك سبحانه وتعالى , بادر إلى بيوت الله وأكثر من الصلوات ، اِحذر أن تغضبه سبحانه وتعالى علّك أن تفوز بذلك النعيم .. فهنيئًا لعين نظرت إلى ربّها ، وهنيئًا لإنسان تحدث مع ربه سبحانه وتعالى .. اللهم اجعلنا ممن يفوز بذلك النعيم يا رب العالمين ..

أخي يرعاك الله ! ألست في شوق لأن ترى خالقك ؟ ألست في شوق لأن ترى رازقك ؟ ألست في شوق لأن ترى من خلق السماء بغير عمد ؟ ألست في شوق لأن ترى من أوجد الأرض لنا ومهد ؟ ألست بشوق إلى أن ترى من أنعم على الخلق وأعطى وأسدى ؟ إن كنت كذلك فألزم كتابه واحرص على سنة رسوله وألتزم النهج وسر على الطريق واسأل الله الثبات علّ الله عزّ وجلّ أن يحقق لك المراد ..

أنت في دار العمل ، اِعمل قبل أن يحال بينك وبين العمل !! ..

إن الواجب المتحتّم على كل مسلم أن يتعرف على مولاه ، وأن يبحث عن كل سبب لرضاه وأن يسعى في طاعة ربه سبحانه وتعالى وخصوصًا فيما يقربه من هذه اللذة وهذه المتعة ( النظر إلى وجه الله في يوم القيامة ) فليزد من طاعته لينال في يوم المزيد النظر إلى العزيز الحميد سبحانه وتعالى ، فليهتبل كل طاعة وليغتنم كل قربى ليتزلف بها إلى الله عزّ وجلّ ، وعند ذلك إذا حلّت الكرامة والمكانة من الله فليبشر بالخير الكثير من الله عزّ وجلّ ..

إن الله تبارك وتعالى يتجلى لعباده المؤمنين في جنات النعيم ، فيقول لهم : {{ يا أهل الجنة ! فيقولون: لبيك وسعديك والخير بين يديك ! فيقول لهم: هل رضيتم ؟؟  فيقولون: ومالنا لا نرضى وقد أعطيتنا ما لم تعطي أحد من خلقك ، ألم تبيض وجوهنا ؟ ألم تزحزح عن النار ؟ ألم تثقل موازيننا ؟ فيقول: وهل أعطيكم ما هو أعظم من ذلك ؟ قالوا : وما أعظم من ذلك ؟ قال : أحلل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبدًا }} ورضوان من الله أكبر(( وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللهِ أَكْبَرُ{72} التوبة )) ..


إذًا يا عبد الله ! أطعه هنا ليكرمك هناك ، تلمّس مراضيه هنا ليرضيك هناك ، اِفـعل ما يحب هنا لتنال منه ما تحب هناك ، وأبشر بالخير من مولاك ..



أسأل الله لي ولكم لذة النظر إلى وجهه الكريم في جنات النعيم .. إي واعلم أنَّ الدنيا لا تطيب إلّا بذكر الله ، وأن الآخرة لا تطيب إلا بعفو الله ، وأنَّ الجنة لا تطيب إلا برؤية وجه الله ..

تمت



0 أضف تعليق:

إرسال تعليق

أخي الزائر/أختي الزائرة:
قبل أن تكتب تعليقك ،تذكر قول الله تعالى :

{ مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } سورة ق الآية(18)

.๑. (النور جل جلاله) .๑.

لماكان النور من أسمائه سبحانه وصفاته كان دينه نورا،ورسوله نورا،وكلامه نورا، ودار كرامته لعباده نورايتلألأ،والنور يتوقد في قلوب عباده المؤمنين،ويجري على ألسنتهم،ويظهر على وجوههم،ويتم تبارك وتعالى عليهم هذا النور يوم القيامة