السبت، 9 يونيو 2012

الطريق إلى الجنة


بسم الله الرحمن الرحيم

سلسلة غاياتنا

الطريق إلى الجنة

الحمد لله رب العالمين .. وعد أولياءه المؤمنين بالخير العظيم .. ومن ذلك دخول إلى الجنات والنجاة من النيران ...أحمده على نعمه وأشكره وأثني عليه .. وأشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه وسلّم تسليماً كثيرا..

أمّــــــا بعــــــــــــد ,,,,

فغاية عظيمة يقصدها العقلاء ويسعون إليها ويبذلون الجهود العظيمة لتحصيلها ألا وهي :

دخــــــــــــــــول الجنّـــــــــــة

فإن المؤمن العاقل يتطلع ليقال له يوم القيامة (( ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ[49]))[الأعراف] , دخول الجنة من الغايات والمطالب المهمّة , إذا قارن الإنسان بين أحوال الناس يوم القيامة , صنف ذاهب إلى الجنة وصنف ذاهب إلى النار , فحينئذٍ يتطلّع قلبه إلى أن يكون مع أهل الجنة (( لا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ[20]))[الحشر] .

إذا كان الناس في الدنيا يفرحون بشيء مما في هذه الحياة الفانية من النعم الزائلة , فإن الفرح الحقيقي يكون يوم القيامة , قارن بينهما : في الدنيا نعيم زائل وذلك نعيم دائم , في الدنيا نعيم مكدّر لاـــــــ الإنسان , وأمّا في الجنة فنعيم كامل لا ترد إليه شيء من المكدّرات أو المنغصات ..

في الجنة يكون هناك نعيم يستبشر به الإنسان وكل ما تمنّاه يحصل له , أما في الدنيا فإن أماني  الإنسان لا يتمكن من تحقيقها جميعا.

انظر للمقارنة اللطيفة بين ما في الدنيا وما في الآخرة (( زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ [14] قُلْ أَؤُنَبِّئُكُم بِخَيْرٍ مِّن ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ [15] الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ [16] ))[آل عمران] انظر كيف ذكر أمور الدنيا وذكر ما تتطلع إليه نفوس الناس في الدنيا مما يكون فيه نعيم حقيقي لهم , ثم انظر كيف قارنه بكلمات موجزة لما في الآخرة فكانت النتيجة لصالح ما في الجنة من نعيم مقيم .

حديث نبوي فيه مقارنة لما في الدنيا مع ما في الآخرة , يقول فيه النبي صلى الله عليه وسلم :{{ إنَّ موضع سوط أحدكم من الجنة خير من الدنيا وما عليها}} السوط كم عرضه !! ومع ذلك موضعه في الجنة خير من الدنيا وما عليها , ما يملكه الكبار والصغار , ما يملكه الأولون والآخرون , ما يملكه أصحاب الولايات والسلطات , ما يملكه الفقراء , كل ذلك إذا قُرِن بما في الجنة بموضع سوط أحدنا في الجنة فاز عليه موضع السوط في الجنة .. فأين العقــــــــــــلاء ؟!! .

يقول جلَّ وعلا (( وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ [49] جَنَّاتِ عَدْنٍ مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ الأَبْوَابُ[50] مُتَّكِئِينَ فِيهَا يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ [51] وَعِندَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ[52] هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِيَوْمِ الْحِسَابِ[53] إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِن نَّفَادٍ[54]))[ص] لا ينتهي .

ويقول تعالى (( مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَوْا وَعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّار))[الرعد:35] .
ويقول سبحانه (( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلا [30] أُوْلَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِّن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا [31]))[ الكهف] .

ويقول جلَّ وعلا (( إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ [55] هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلالٍ عَلَى الأَرَائِكِ مُتَّكِؤُونَ [56] لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُم مَّا يَدَّعُونَ [57] سَلامٌ قَوْلاً مِن رَّبٍّ رَّحِيمٍ [58]))[ يس] .

ويقول جلَّ وعلا ((إِلاَّ عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ[40] أُوْلَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَّعْلُومٌ [41] فَوَاكِهُ وَهُم مُّكْرَمُونَ[42] فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ[43] عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ[44] يُطَافُ عَلَيْهِم بِكَأْسٍ مِن مَّعِينٍ [45] بَيْضَاءَ لَذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ[46] لا فِيهَا غَوْلٌ وَلا هُمْ عَنْهَا يُنزَفُونَ[47] وَعِندَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ [48] كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَّكْنُونٌ[49] ))[الصافات] .

ويقول سبحانه واصفاً نعيم أهل الجنة عندما ينقسم الناس إلى قسمين من يأخذ كتابه بيمينه ومن يأخذ كتابه بشماله (( فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيَهْ[19] إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسَابِيَهْ [20] فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ [21] فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ [22] قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ [23] كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الأَيَّامِ الْخَالِيَةِ[24]))[الحاقة] .

انظر في وصف الجنة أيضا قوله تعالى (( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاعِمَةٌ [8] لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ[9] فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ[10] لّا تَسْمَعُ فِيهَا لاغِيَةً[11] فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ[12] فِيهَا سُرُرٌ مَّرْفُوعَةٌ[13] وَأَكْوَابٌ مَّوْضُوعَةٌ[14] وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ[15] وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ[16]))[الغاشية] النمارق المصفوفة : المخدّات ومحلّات الإتكاء مصفوفة , وزرابي : هي البسط والفرش قد بثت لينتفع بها أهل الجنة ..

نعيم كثير في تلك الدار .. ولذلك علينا أن نتدارس نعيم الجنة وأن نقارنه بما في الدنيا ثم بعد ذلك نبحث عن الأعمال التي تؤدي بنا إلى تلك الدار فإن الله تعالى يقول (( تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ [72]))[الزخرف] فما هي الأعمال الموصلة إلى جنة الخلد ؟؟ وما هي الأعمال التي تجعلنا نصل إلى أعلى الدرجات في تلك الدار ؟؟ هذا ما سنتدارسه جميعاً في لقاءنا القادم بإذن الله عزَّ وجل ..

أسأله سبحانه أن يجعلنا من أهل الجنة .. اللهم أدخلنا وأدخل والدينا وأدخل إخواننا وأبنائنا وأزواجنا وسائر قرابتنا للجنة برحمتك يا أرحم الراحمين .. اللهم أنا نسألك الفردوس الأعلى من الجنة ..اللهم أدخلنا وأدخل من شاهدنا في جنة الخلد واجعلنا ممن يتزاور في تلك الدار ...

هذا والله أعلم .. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعــــــــــــين .....














0 أضف تعليق:

إرسال تعليق

أخي الزائر/أختي الزائرة:
قبل أن تكتب تعليقك ،تذكر قول الله تعالى :

{ مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } سورة ق الآية(18)

.๑. (النور جل جلاله) .๑.

لماكان النور من أسمائه سبحانه وصفاته كان دينه نورا،ورسوله نورا،وكلامه نورا، ودار كرامته لعباده نورايتلألأ،والنور يتوقد في قلوب عباده المؤمنين،ويجري على ألسنتهم،ويظهر على وجوههم،ويتم تبارك وتعالى عليهم هذا النور يوم القيامة