الأربعاء، 30 نوفمبر 2011

الجنــــــــــــة









بسم الله الرحمن الرحيم

سلسلة برنامج غاياتنا

الجنــــة

الحمد لله رب العالمين، أحمده على نعمه وأشكره، وأثني عليه ،واشهد أن لا اله إلا الله، أعد دارا صافية نقية لأوليائه المؤمنين، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، نسأل الله -جل وعلا- أن يجعلنا من مرافقيه في جنة الخُلد صلى الله على هذا النبي الكريم وعلى آله وأصحابه وأتباعه وسلم تسليماً كثيرا إلى يوم الدين.

أما بعد :

فما أعظم الغاية وما أكبر المطلوب،عندما نكون ممن يسعى أن يكون من أهل الجنة،ألا إن سلعة الله غالية ألا إن  سلعة الله الجنة .

ما هي الأعمال التي تجعلنا ندخل الجنة؟

(تلك الجنة التي  أورثتموها  بما كنتم تعملون )
ذكرنا نماذج من تلك الأعمال في لقانا السابق ولعلنا نذكر نماذج آخر.
فمن الأعمال التي تودي بنا إلى أن نكون من أهل الجنة:

·      الاستقامة: فإنه من استقام على شرع الله، لم ينحرف عنه، فإنه حينئذ سيكون من أهل الجنة -بإذن الله تعالى- قال تعالى:(إن الذين قالوا ربُنا الله ثم استقاموا تتنزلُ عليهمُ الملائكة  ألا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التي كنتم تُوعدون).

·      ومن أسباب دخول الجنة أيضا:أن يكون المرء رجَّاعا: كلما وقع في ذنب من الذنوب،رجع إلى الله ،وتاب من ذلك الذنب، قال تعالى :( إلا من تاب وَءَامَنَ وعمل صالحا فأولئك يدخلون الجنة ولا يُظلمون شيئا).
وفي الآية أيضا: تذكير بالعمل الصالح من أسباب دخول الجنة بمثل ذلك قوله تعالى :(ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا).

النقير هو:  تلك النقطة الخبيثة التي تكون على ظهر نواة الثمر فنظر كيف لا يظلمهم الله شي حتى النقير.

·      ومن أسباب دخول الجنة أيضا: تقوى رب العالمين،فإن المتقين هم أهل الجنان، قال سبحانه:(تلك الجنة التي نورث من عبادنا من كان تقيا)،وقال سبحانه: (وأزلِفت الجنة للمتقين)،وفي الآية الأخرى :(وأزلِفت الجنة للمتقين غير بعيد)،كذلك اسمع لقوله لله تعالى:(وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين).

أعدت لمن؟ أعدت للمتقين أمر الله ؛بالمسارعة إليها أي: بالمبادرة وعدم تفويت أي فرصة وعدم  إضاعة أي وقت في غير ما يوصل إلى جنة الخلد (أعدة للمتقين).
 ما صفاتهم ؟ (الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ)، إذا غضبوا لم يستجيبوا لغضبهم وإنما يكظمون غيظهم.
(والعافين عن الناس):إذا أخطأ الناس في حقهم عفوا لله- جل وعلا- .
(والله يحب المحسنين):يحسنون إلى عباد الله، ويحسنون في عبادة الله.
(والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون *أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الأنهر خالدين فيها ونعم أجر العاملين).

فكل عمل من هذه الأعمال الصالحة السابقة المذكورة في هذه الآية يودي بنا إلى دخول الجنة ،ولذلك علينا أن نتعرف على هذه الصفات وأن نعرف حدوها وان نعرف كيف نعبد الله -جل وعلا- بهذه الأعمال الصالحة.

 اسمع لقول الله -عز وجل-: (أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك  الحق كمن هو أعمى إنما يتذكر أولوا الألباب) أصحاب العقول (إنما يتذكر أولوا الألباب*الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق)
·       يوفون بعهد الله: إذا جاءهم أمر فهم يخافون من رب العزة والجلال بسبب ذنوبهم، والخشية تكون في حال العلانية وتكون في حال الخفاء ، تكون صادره من القلب.
  (ويخافون سوء الحساب): فهم يخافون أن يحاسبوا على أعمالهم يوم القيامة ،يخافون أن يحاسبوا على نعم الله -عز وجل -.
 نعم نحن نخاف من يوم الحساب؛ لأننا لو قارنا نعمة من نعم الله علينا لوجدنا أن أعمالنا كلها ليس لها رصيد بالنسبة لتلك النعمة، انظر إلى سمعك انظروا إلى بصرك، انظر إلى لسانك، انظر إلى يديك، انظر إلى سائر بدنك.

(والذين يصلون ما أمر الله بهِ أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب*والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سراً وعلانية):
·      انظر هذه الصفات صبروا على طاعة الله، وصبروا عن معصية الله وصبروا على أقدار الله المؤلمة ،هذا الصبر ليس على سبيل الفخر والرياء، وليس على سبيل النسيان والتسلي، وإنما صبروا ابتغاء مرضاة الله .
(وأقاموا الصلاة)، فهم يؤدون الصلوات،فإن الصلاة من أسباب دخول الجنة.
(وأنفقوا مما رزقناهم سراً وعلانية ويدرءون بالحسنة السيئة):إذا فعلوا شيء من الذنوب اتبعوه بحسنات فيمح الله سيئاتهم السابقة،بسبب ما أدوه من الأعمال الصالحة.
(أولئك لهم عقبى الدار*جنات عدن يدخلونها ومن صلح من ءابائهم وأزواجهم وذرياتهم والملائكة  يدخلون عليهم من كل باب*سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار).

فيا يأيها المؤمنون العقلاء: الله الله بتدارس آيات  القران ومعرفة أسباب دخول الجنة ،وبقلب حياتكم؛ لتكون طريقا لدخول الجنة إذا أديت أي عمل فانوي به التقرب إلى الله عز وجل فيكون ذلك من أسباب دخول الجنة .

اللهم يا حي يا قيوم نسألك أن توفقنا للعمل الصالح الرشيد الذي نكون به من أهل الجنة ..

اللهم أن نسألك دخول الجنة، اللهم أن نسألك دخول الجنة يا ارحم الراحمين، اللهم يا حي يا قيوم أدخلنا وأدخل من يشاهدنا وأدخل جميع المسلمين في جنان الخلد.
هذا والله أعلم.
 وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

0 أضف تعليق:

إرسال تعليق

أخي الزائر/أختي الزائرة:
قبل أن تكتب تعليقك ،تذكر قول الله تعالى :

{ مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } سورة ق الآية(18)

.๑. (النور جل جلاله) .๑.

لماكان النور من أسمائه سبحانه وصفاته كان دينه نورا،ورسوله نورا،وكلامه نورا، ودار كرامته لعباده نورايتلألأ،والنور يتوقد في قلوب عباده المؤمنين،ويجري على ألسنتهم،ويظهر على وجوههم،ويتم تبارك وتعالى عليهم هذا النور يوم القيامة