الخميس، 8 سبتمبر 2011

المحبة في الله



بسم الله الرحمن الرحيم

سلسلة برنامج غاياتنا


فضيلة الشيخ : سعد الشثري - حفظه الله -

المحبة في الله


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين.

أما بعد:


فبين يدي هذه الحلقة أشهد الله عز وجل على محبتكم.


فأنا أحبكم جميعا يأيها المشاهدون لله وفي الله ومحبتي شاملة لجميع المؤمنين في مشارق الأرض ومغاربها..

وذلك أن المحبة الإيمانية من الأمور التي يسعى إلى تحصيلها كل عاقل لأنها ترضي رب العزة والجلال وتكون سبباً من أسباب تعاون المؤمنين على البر والتقوى، وتكون سبباً من أسباب طمأنينة النفوس وعدم وجود التشاحن والتباغض والتقاتل والتعادي.


ولذلك علينا  جميعاً أن نتذكر هذا المعنى العظيم من معاني شريعة الإسلام من معاني ما جاءت به النصوص مرغبة فيه وحاثة عليه.


المحبة الإيمانية~~

ما أعظم أثرها وما أكثر نفعها !

تصور أننا في حيّ من الأحياء اجتمعنا على المحبة الإيمانية فزالت البغضاء واطمأنت النفوس وهدأ البال وتعاون الناس على الخير فسعدوا في دنياهم وكان ذلك من أسباب دخول الجنة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم [لن تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولن تؤمنوا حتى تحابوا أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم: أفشوا السلام بينكم]



المحبة الإيمانية~~

سبب من أسباب كون العبد~ يشعر~ بلذة الإيمان
يقولون:لا نجد الحلاوة الإيمانية ,لا نجد الطمأنينة
وما ذلك إلا أن المحبة الإيمانية بدأت تقل عندكم .


ولذلك علينا أن نستعيد هذا المعنى لنكون بذلك ممن
استجلب المحبة الإيمانية وبالتالي وُجدت عنده حلاوة الإيمان.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: [ثلاثٌ من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سوهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار ]



المحبة الإيمانية~~


مِن أعظم الأسباب الجالبة لمحبة الله للعبد كما جاء في الموطأ بسند جيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال [قال الله عز وجل: وجبت محبتي للمتحابين فيّ والمتبادلين في ّوالمتزاورين فيّ والمتجالسين فيّ ]


جاء في الصحيح {أن رجل زار أخاً له في قرية أخرى فأعد الله له في مدرجته –يعني في الطريق الذي يسلكه _ملَك فلما أتى عليه قال :أين تريد قال :أُريدُ أخاً لي في هذه القرية
قال :هل لك من نعمة ترُبها عليه قال :لا غير أني أحببتُه في الله تعالى
فقال المَلًك :أنا رسول الله إليك أن الله قد أحبك كما
أحببتَه في الله}

جاء في مسند الأمام أحمد {أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: المؤمن مألفة ولا خير فيمن لا يَألف ولا يُؤلف }


من أسباب إيجاد المحبة في المجتمع المؤمن:

*الهديّة :فيُهدي الإنسان لكل مَن يريد أن يستجلب محبته كما قال النبي صلى الله عليه وسلم :{تهادوا تحابوا }.
جاء عند الطبراني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال {ثلاث يصفين لك ودّ أخيك تسلم عليه إذا لقيته ,وتوسع له في المجلس ,وتدعوه بأحب الأسماء إليه}.



الحب في الله عمل عظيم يجلب خيري الدنيا والآخرة

يقول النبي صلى الله عليه وسلم: {أفضل الأعمال الحب في الله والبغض في الله }.

وفي السنن من حديث ابن عمر: { أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:إن من عباد الله لأُناساً ليسوا بأنبياء ولا بشهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة لمكانهم من الله جل وعلا ,قالوا :من هم يا رسول الله؟
قال:قوم تحابوا بروح الله على غير أرحام بينهم ولا أموال يتعاطونها فو الله وجوههم لنور وإنهم على نور ولا يخافون إذا خاف الناس ولا يحزنون إذا حزن الناس}.


انظر إلى قول الله عز و جلّ: {ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون}

*إنما استجلبوا هذه الفوائد:
- عدم الخوف.
- وعدم الحزن.
باستشعارهم لمعنى (ولاية الله )

ومن معاني ولاية الله: أن يكون المؤمنون بعضهم أولياء بعض، فيكونوا بذلك متحابين .

قال ابن عباس: لم أرى مثل تقارب القلوب.

جاء في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر أن الناس يوم القيامة يأتون وتدنى الشمس منهم ويخرج منهم العرق العظيم حتى يلجم بعض الناس إلجاما ويصل إلى الناس بقدر أعمالهم لكن المتحابين في الله لا يتعرضون لذلك الموقف وإنما يكونون في الظل كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: { سبعةٌ يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله }  وذكر منهم {رجلين تحابا في الله اجتمعا عليه
وتفرقا عليه }.

*المحبة في الله نعمة عظيمة من رب العزة والجلال ينعم بها على بعض عباده.

انظر  لقول الله تعالى: {واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداءً فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا }

ولذلك علينا أن نتوجه إلى الله أن يصلح ما بين قلوبنا..
ولذلك كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: {اللهم أصلح ذات بيننا وألف بين قلوبنا }.


امتن الله عز وجل على نبيه  الكريم بأن ذكر أن أهل المدينة كانوا قبل الهجرة متعادين متخاصمين:


الأوس والخزرج  يقاتل بعضهم بعضا، فلما جاء الله بالإسلام تآلف ما بينهم وأصبحوا إخوة متآلفين.


وهكذا كان العرب كلهم في جزيرة العرب يتعادون
 ويتقاتلون .


فإذا تمسك الناس بدينهم حصل التآلف فيما بينهم قال الله تعالى: {وإن يريدوا أن يخدعوك فإن حسبك الله هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعاً ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم}


ومن هنا علينا أن نصلح ما بيننا امتثالاُ لقول الله  تعالى:  {فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم}

أُشهد الله على محبتكم جميعاً.

هذا وأسأله سبحانه أن يبعد ما في القلوب من غلٌ وحقد وحسد، وأن يجعل أهل الإيمان متصافين متوادين متحابين متعاونين كما أسأله جل وعلا أن يخلص قلوبنا من كل سُوءٍ وشر.

هذا والله أعلم .

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.



0 أضف تعليق:

إرسال تعليق

أخي الزائر/أختي الزائرة:
قبل أن تكتب تعليقك ،تذكر قول الله تعالى :

{ مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } سورة ق الآية(18)

.๑. (النور جل جلاله) .๑.

لماكان النور من أسمائه سبحانه وصفاته كان دينه نورا،ورسوله نورا،وكلامه نورا، ودار كرامته لعباده نورايتلألأ،والنور يتوقد في قلوب عباده المؤمنين،ويجري على ألسنتهم،ويظهر على وجوههم،ويتم تبارك وتعالى عليهم هذا النور يوم القيامة