الأربعاء، 16 مارس 2011

غاياتنا "نعمة الأمن"



بسم الله الرحمن الرحيم

نعمة الأمن


 فضيلة الشيخ : سعد بن ناصر الشثري

الحمد لله رب العالمين أحمده على نعمه وأشكره وأثني  عليه وأشهد أن لااله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه وسلم تسليما كثيرا ...

أما بعد:

فإن من النعم التي ينعم الله بها على بعض عباده نعمة الأمن وهي نعمة عظيمة لها ثمرات كبيرة ولذلك فإن العقلاء لازالوا يطلبونها ويجعلونها من المطالب التي يرجون من رب العالمين أن يحققها لهم...

 فالأمن هدف نبيل يسعى إليه كل عاقل ولذلك امتن الله عزوجل على المؤمنين بهذه النعمة فقال جل وعلا: (لتدخلنّ المسجد الحرام إن شاء الله ءامنين)


 وقال جل وعلا: (فليعبدوا رب هذا البيت *الذى أطعمهم من جوع وءامنهم من خوف)                 


وقال جل وعلا: (واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض تخافون أن يتخطفكم الناس فآواكم وأيدكم بنصره ورزقكم  من الطيبات لعلكم تشكرون)


ويقول جل وعلا: (إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركًا وهدى للعالمين *فيه ءايات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان ءامنا)


قال جل وعلا(أو لم نمكن لكم حرما ءامنا يجبا إليه ثمرات كل شئ رزقا من لدنّا ولكن أكثرهم لا يعلمون )


قال سبحانه (أو لم يروا أنا جعلنا حرما ءامنا ويتخطف الناس من حولهم )

في التعريف بهذه النعمة نعمة الأمن ؛ يقول النبي صلى الله  عليه وسلم:  (من أصبح معافا في بدنه ءامنا فى سربه عنده قوت يومه وليلته فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها )
لما قدم يعقوب وزوجه على يوسف عليه السلام في مصر ذكر الله تعالى هذه الحادثة فقال: (فلما دخلوا على يوسف ءاوى إليه أبويه وقال ادخلوا مصر إن شاء الله ءامنين
وانظر كيف ذكّرهم بهذه النعمة التي أنعم عليهم ألاوهي نعمة الأمن...                               

امتن الله جل وعلا على بعض الأمم السابقة بهذه النعمة "نعمة الأمن" :
(وكانوا ينحتون من الجبال بيوتا ءامنين)
( وقدّرنا فيها السير سيروا فيها ليالي وأياما ءامنين)

ومن هنا فينبغي بنا أن نحرص على هذه النعمة وأن نسعى لتحصيلها ونبذل الأسباب المؤدية إلى وجودها وكمالها .

 ومن الأسباب التي تؤدي إلى تحصيل هذه النعمة نعمة الأمن وسيلة الدعاء فإن المرء إذا دعا الله فإن الله سيستجيب دعائه..

وكان من دعاء  إبراهيم عليه السلام أنه قال:  (وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلدا ءامنا ) وفي آية أخرى (وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد ءامنا )...



وكذلك من أسباب تحصيل هذه النعمة نعمة الأمن الإيمان فإن المؤمنين الذين يحققون إيمانهم يرزقهم الله هذه النعمة ...

 انظرلحال جزيرة العرب قبل النبي صلى الله عليه وسلم كيف كانت في حال خوف واضطرار ينهب بعضهم أموال بعض فلما جاء الله بالإيمان وحققه الناس أمن  الناس على أنفسهم ودمائهم وأموالهم وأعراضهم وسائر شؤونهم ، ومصدق هذا في كتاب الله: (الذين ءامنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن
 وهم مهتدون )
فمن ترك الظلم وكان من أهل الإيمان فإنه يكون من أهل الأمن بفضل الله جل وعلا ...
و من أسباب الأمن أيضا ترك الشرك، والإيمان والعمل الصالح كما قال سبحانه (وعد الله الذين ءامنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدوننى لايشركون بي شيئا )

فمن عبد الله لم يشرك به شيئا فإن الله سبحانه سيجعل له الأمن فضلا منه جل وعلا ...

 وكذلك من أسباب تحصيل الأمن الرجوع إلى علماء الشريعة كما قال جل وعلا: (واذا جاءهم أمر من الأمن أوالخوف أذاعوا به ولوردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لا تبعتم الشيطان إلا قليلا).

الذين يستنبطون الأحكام من الكتاب والسنة هم علماء الشريعة المجتهدون ، وحذر الله عز وجل أولئك الذين لا يرجعون إلى العلماء لأنهم سيكونون من أتباع الشيطان (ولولا فضل الله عليكم ورحمته) أي: يجعلكم تستفتون العلماء ،( لاتبعتم الشيطان إلا قليلا) ...

وكذلك من أسباب تحصيل الأمن  شكر الله على هذه النعمة ،فإن من شكر الله على نعمه زاده الله منها، قال سبحانه: (لئن شكرتم لأزيدنكم)


ويقول جل وعلا : ( واذكروا إذ انتم قليل مستضعفون في الأرض تخافون أن يتخطفكم الناس فآواكم وأيدكم بنصره ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون )...

وكذلك من أسباب تحصيل الأمن فعل تلك الأعمال التى تؤدي إلى
أن يكون الله مع العبد ، فإن هناك أعمال كثيرة تجعل الله يكون مع العبد رعاية له، وحفظا له، كما قال تعالى: (إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون)

فإن كان فى معية الله حفظه الله من كل سوء، وحفظه الله من الخوف  ،وجعل الأمنيرد عليه ، انظر لقوله الله جل وعلا لموسى عليه السلام وهارون ( قال لاتخافا إننى معكما أسمع وأرى)

فإنهم قالوا لله عزوجل (قالا ربنا إننا نخاف أن يفرط علينا أوأن يطغى *قال لا
 تخافا إنني معكما أسمع وأرى)

يتعلق بالأمن عددا من الأحكام الشرعية  التي تدل على أهميته 
  ولذلك قال تعالى:

 (فإذا أمنتم فمن تمتع بالعمرة إلى الحج  فما استيسر من الهدي)
وقال جل وعلا: (وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه)


إن الأمن الحقيقي الكامل يحصل يوم القيامة كما قال تعالى: (إن المتقين فى جنات وعيون ادخلوها بسلام ءآمنين )

لكن الأمن المذموم :هو أن يأمن العبد من مكر الله فلا يخاف من عاقبة ذنوبه، قال تعالى: ( أفأمن أهل القرى أن ياتيهم بأسنا بياتا وهم نائمون*أم  أمن أهل  القرى أن يأتيهم بأسنا ضحى وهم يلعبون*أفأمنوا مكر الله فلا  يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون)

اللهم ياحي يا قيوم نسألك أن ترزقنا الأمن في أوطاننا..

اللهم ياحي يا قيوم ابعد عنا الخوف والقلق والاضطراب برحمتك ياأرحم الراحمين..

اللهم آمن جميع المسلمين فى جميع البلدان برحمتك  ياأرحم الرحمين..

اللهم اجعلنا ممن يخافك ولا تجعلنا ممن يأمن مكرك...

هذا والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين..



0 أضف تعليق:

إرسال تعليق

أخي الزائر/أختي الزائرة:
قبل أن تكتب تعليقك ،تذكر قول الله تعالى :

{ مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } سورة ق الآية(18)

.๑. (النور جل جلاله) .๑.

لماكان النور من أسمائه سبحانه وصفاته كان دينه نورا،ورسوله نورا،وكلامه نورا، ودار كرامته لعباده نورايتلألأ،والنور يتوقد في قلوب عباده المؤمنين،ويجري على ألسنتهم،ويظهر على وجوههم،ويتم تبارك وتعالى عليهم هذا النور يوم القيامة