الاثنين، 27 فبراير 2012

الدار في زيارة له لــ(دار الأيتام- بنات)



بسم الله الرحمن الرحيم

انطلاقا من حق اليتيم على  المجتمع المسلم، فقد قام دار التوحيد /لإعداد معلمات الكتاب والسنة
بما فيه من الإدارة والمعلمات بزيارة له لـ /دار الفردوس للأيتام (سكن البنات)



في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله" ، وأحسبه قال : "كالقائم الذي لا يفتر وكالصائم الذي لا يفطر". والغالب في اليتيم أن يكون مسكيناً .





عن سهل بن سعد رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما ) رواه البخاري

قال الحافظ ابن حجر في شرح الحديث: [قال ابن بطال : حق على من سمع هذا الحديث أن يعمل به ليكون رفيق النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة ولا منزلة في الآخرة أفضل من ذلك] ثم قال الحافظ ابن حجر: وفيه إشارة إلى أن بين درجة النبي صلى الله عليه وسلم، وكافل اليتيم قدر تفاوت ما بين السبابة والوسطى .


يقول الله جل وعلا في بيان الفئات التي ينبغي للمرء أن يركز عليها في الإنفاق : 

(يسألونك ما ذا ينفقون قل ما أنفقتم من خير فللوالدين والأقربين واليتامى والمساكين وابن السبيل وما تفعلوا من خير فإن الله به عليم).
[البقرة : 215]. 

ويقول أيضاً : ( واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم ).[ النساء: 36].







وعن أبي الدرداء رضي الله عنه أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل يشتكي قسوة قلبه فقال له : " أتحب أن يلين قلبك وتدرك حاجتك؟ ارحم اليتيم ، وامسح رأسه وأطعمه من طعامك يلن قلبك وتدرك حاجتك" . أخرجه الطبراني وصححه الألباني









 





تابع القراءة...

الخميس، 2 فبراير 2012

علمه عزّ وجلّ (2)


بسم الله الرحمن الرحيم

سلسلة برنامج ذكرى

علمه عزّ وجلّ (2)



إلهي .. يا عالمًا بمثـاقـيل الجبال ، ومكاييل البحار ، وعـدد قطر الأمطار وورق الأشجار ، وعدد ما أظلم عليه الليل وأشرق عليه النهار ، لا تواري منه سماءٌ سماءً ، ولا أرضٌ أرضًا ، ولا جبلٌ ما في وعره ، ولا بحرٌ ما في قعره ..

ومن أقرب ما يستفيده الإنسان إذا علم أن ربه سبحانه وتعالى له العلم المطلق وأنه عالم الغيب والشهادة هذا مباشرة يسكب في قلبه من التواضع الشيء العظيم .. نعم يتواضع , فالإنسان كلما زاد علمه كلما عرف جهله ونقصه وتقصيره في حق هذا العليم سبحانه وتعالى ..

ورحم الله شيخ الإسلام ابن تيميه الذي كلما أُثني على علمه قال : [ ليس مني شيء ولا بي شيء ولا عندي شيء إنما الفضل كله بيد الله تبارك وتعالى ]

وهكذا ينبغي على المؤمن دائمًا يردد أنه ليس عنده شيء ، كل ما قد يؤتاه الإنسان من علم أو فضل إنما هو من عند الله عزّ وجلّ الذي يتفضّل على من يشاء من خلقه .

 الإنسان ما الذي عَلِمَهُ ؟ إنَّ ما علمه هذا الإنسان ما هو إلا كشيء يسير في الشاطئ أمام هذا البحر الخضم ، إنما هو تصفّح يسير في كتاب واحد أمام مكتبة تحوي مئات الألوف من الكتب , فعلم الله عزّ وجلّ هو الذي قد شمل كل شيء وليس هناك علم في الوجود إلا هو شيء من علم الله الذي أذن به لخلقه , ولذلك إذا زاد الإنسان في علمه زادت معرفته بربِّه سبحانه وتعالى العليم عزّ وجلّ فأورث ذلك خشية وتواضعًا في قلبه ، ولهذا كان العارفون بالله والعلماء رحمهم الله تعالى يعرفون هذه الحقيقة الإيمانية الكبرى ألا وهو تعلّقهم بربّهم سبحانه وتعالى وهو علّام الغيوب فتجدهم يحرصون كل الحرص على أن يتعلّموا العلم مراقبين لربّهم داعين أن يرزقهم الله سبحانه وتعالى العلم النافع الذي ينفعهم , ولذلك حصر الله سبحانه وتعالى هذه الثمرة في أولئك العلماء الربانيين فقال الله سبحانه وتعالى (( إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ {28} فاطر)) .


ومما ينبغي ألّا يُغفل في جانب تذكّر علم الله تبارك وتعالى أنه ينبغي أن يكون دافعًا لإصلاح المقاصد وإصلاح النيات , فإذا علمت أنَّ الله عليم أخلصت نيتك وأصلحت سريرتك ، تستطيع أن تخدع كثيرًا ممن حولك لكن لا يقدر أحد على أن يخدع الله ، يقول الله جلّ وعلا في حق أهل ناصيته (( يُخَادِعُونَ اللهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ {142}  النساء)) فينبغي عليك يا عبد الله إذا تذكرت سعة علم الله أن تجدد نيتك لتجعل عملك لوجهه فلا تقصد به الآخرين لأنه هو الذي يعلم دافعك وهو الذي يعلم مبعثك لأداء العمل .

قد يكون بتلوّنك في الخطاب وتبدّلك في الرأي وإضمارك ما لا تريد أن تجهر به سبيلًا إلى نيل الكثير من المقاصد الدنيوية , لكن ما عند الله لا يُطلب إلّا بصلاح السريرة وصدق النية مع التقوى والصبر كما قال الصديق يوسف (( إِنَّهُ مَن يَتَّــقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ {90} يوسف)) , إن تذكر صفة علم الله عزّ وجلّ الشامل لما عليه الإنسان مدعاة لإصلاح نيتك وتصفيتها من الشوائب التي ربما تعلق بها .

يا من علمت أن الله تعالى مطلع على حركاتك وسكناتك ، وعليم بهفواتك وزلاتك .. لا يخفى عليه شيء من أحوالك ، ولا يغيب عنه حال من حالك .. أتُرى حاسبت نفسك حساب العاقلين فقلت يا نفس إلهك وخالقك تعالى  في ثناءه رقيب على حركاتك وسكناتك مطّلع على تقصيرك وهفواتك .. فتيقّظي تيقُّظ الطائعين وحاولي أن تكوني من الناجين .. حياؤك من فاطر الأكوان جلّ ثناؤه أولى بك وتعظيمك لمراقبته أصلح لحالك ..

عليك أن تتأمّل كثيرًا وأنتِ كذلك عليكِ أن تتأمّلي كثيرًا يا أختي المسلمة ونحن نستحضر اسم الله سبحانه وتعالى العليم ، أن الله عزّ وجلّ ساتر علينا ، فالله عزّ وجلّ عليم ، عليم بخطئنا ومعصيتنا وإجرامنا ..

 ذاك الذي سرق الله سبحانه وتعالى يعلم سرقته ، ذاك الذي أخطأ ، الذي شرب الخمر, هذا الإنسان الذي يعلم أن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء وهو مع ذلك يبارزه بالمعاصي ويستره الله عزّ وجلّ , أفلا يعجب من عظيم فضل الله على خلقه ، ألا يعجب من عظيم رحمته في التعامل مع عباده سبحان الله العظيم، يعلم حالك ويسترك، ولئن تبت غفرها الله لك ..

الله سبحانه وتعالى يحب أن يمهل عبده علّ هذا العبد أن يعود إلا أن يعاند هذا العبد فيهتـك ستـر الله عزّ وجلّ عليه ، الله يستر عليه في الليل وهو يصبح وقد هتـك ستر الله عزّ وجلّ عليه .

يا عبد الله ربك وخالقك يعلم ذوات ما في الصدور أفلا يُستحَى منه ، أفلا يُتقَى ، أفلا يُخشَى منه

 كأن رقيبًا منك يرعى خواطري   ****     وآخر يرعى ناظري ولساني
  فما نظرت عيناي بعدك نظرة   ****    لغيرك إلا قلت : قد رمقاني
   ولا بدت من فيّ بعدك لفظة     ****    لغيرك إلا قلت : قد سمعاني
  ولا خطرت في غير ذكرك خطرة ****  على القلب إلا عرّجت بعناني

وقل مثل ذلك إذا علم الإنسان علم الله سبحانه وتعالى وتعرف على هذا العلم المطلق لله عزّ وجلّ واستحضر هذه الصفة القائمة به سبحانه وتعالى وهذا الاسم الحسن لله عزّ وجلّ أورث ذلك في قلبه مراقبة لربه سبحانه وتعالى ..

وعجبًا لعبد يتجرأ على المعاصي إذا أغلقت الأنوار وأُسدلت الستار وخرج خارج الأسوار تجرأ على معصية ربه , فلا أدري أفيظن هذا أن الله لا يعلمه ، أن الله لا يبصره ، أن الله لا يشاهده ، أتظن أن الله يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء .

 إنَّ الله معك ويعلم قرارك وأي شيء يكون في نفسك وعلى أي حال تكون.. ألا يستيقظ قلبك وتعلم أن الله سبحانه وتعالى مطلع عليك ، عليم بما تفعله وهو سبحانه وتعالى علّام الغيوب ويعلم السر وأخفى ..

أيها الإنسان الذي ظن أنه أغلق عليه أبوابه ، أو أنه في مكان خالٍ ليس عنده أحد ألا يعلم ويوقن أن الله يعلم وهو علّام الغيوب بجميع ما يفعله من قليل أو كثير ..

 لقد أعجبني ذلك الأستاذ الذي أراد أن يُثبّت هذه القضية في نفوس طلابه فقال لهم : أريد كل واحد منكم غدًا أن يأتي بدجاجة لنخرج إلى رحلة ، ولكن بشرط أن يذبـحها في مكان لا يراه فيه أحد ، فأتى كل الطلاب من الغد وكلٌّ قد أتى بدجاجته مذبوحة إلا طالب أتى وأتى بها حية , قال له الأستاذ : ( مالك ، لِمَ لم تذبحها ؟؟ قال : يا أسـتاذ ! قلت لي أن أذبحها في مكان لا يراني فيه أحد!! وكلما ذهبت رأيته يراني !! قال: من ؟؟ قال : الله .. قال أحسنت ،، وهذا ما أردته ) .

إنها رسالة إيمانية تعطينا إياها هذه الصفة لله سبحانه وتعالى وهي صفة العلم ، أن نعلم أن الله سبحانه وتعالى عالم بنا مطلع على أعمالنا ولو أن الآخرين أو الخلق قد غفلوا عنها, أين تذهب ولمن تظن أنك تغفل عنه ؟ إنه الله الذي يراك حين تقوم وتقلّبك في الساجدين, أتظن أن الله يغفل عن حالك ..

إذا خلوت يومًا فلا تقل خلوت ولكن قل عليّ رقيب ،، ولا تحسبن الله يغفل ساعة ولا أن ما تخفيه عنه يغيب..

أيها الأخ المسلم .. أيها الأخ المؤمن اِعلم أن الله سبحانه وتعالى عليم بك مطلع عليك ، فإياك أن تخادع نفسك وإياك أن تخدعك نفسك الأمارة بالسوء ؛ فتظن أن ظاهرك طيب وأن الناس يثنون عليك....

إلى أخره ، وأنت إذا خلوت في ما بينك وبين ربك على ظلمك بربك ، اتق الله عزّ وجلّ في نفسك واحرص كل الحرص على أن تكون في كل أحوالك مراقبًا لربك سبحانه وتعالى فكما تراقب الله أمام الناس فعليك أن تراقبه تعالى وأنت خالٍ لوحدك...

إن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا عن قوم ستكشف حقائقهم يوم القيامة ، قوم يأتون بحسنات كجبال تهامة بيضاء ولكن يجعلها الله هباء منثورًا ، سأل الصحابة : من هؤلاء يا رسول الله ؟ صفهم لنا جلهم لنا .. قال : { ألا إنهم إخوانكم ويقومون من الليل كما تقومون ويصومون كما تصومون ولكنهم إذا خلوا بمحارم الله اِنتهكوها }..

(( وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللهِ مَا لَمْ يَكُونُواْ يَحْتَسِبُونَ {47} الزمر)) ، فوجئوا يوم القيامة حينما أحصى الله عليهم كل صغيرة وكبيرة ، هذه الآية كم كانت تزلزل قلوب الصالحين حتى يبكون بالدموع وتطيب عيونهم (( وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللهِ مَا لَمْ يَكُونُواْ يَحْتَسِبُونَ ))  كانوا يظنون أنهم في خلسة وأنهم في خلوة وأنه لا يراهم أحد دخلوا بيوتهم وأغلقوا أبوابهم وأرخوا أستارهم وخلوا بمعاصي الله ..

 فاحذر يا عبد الله .. واجعل نظر الله إليك ينظرك على أحسن حال وليس على أسوأه ولا تجعل الله أهون الناظرين إليك ..

يا عبد الله لا تجعل الله أهون الناظرين إليك تخشى من الناس ولا تخشى من الله ،الله عزّ وجلّ يقول (( أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ إِن كُنتُم مُؤْمِنِينَ {13} التوبة )) تعطي اعتبارًا لأبيك ولأمك ولأستاذك ولرئيسك ولزميلك لا تريد أن يرى منك شيئًا من المعاصي وتجعل الله أهون الناظرين إليك ، إذا لم تخشى الله فمن تخشى يا عبد الله ..

إذًا على الإنسان أن يدرك هذه الحقيقة الكبرى , وغاية ما يصل إليه الإنسان عبادة وطاعة لله سبحانه وتعالى أن يكون ممن تستوي عنده ويستوي عنده الغيب والشهادة ، وهذا لا يكون إلّا لمن عُمّرت قلوبهم إيمانًا بالله ويقينًا بأسمائه وصفاته ومنها هذه الصفة العظيمة صفة العلم بالله سبحانه وتعالى ..

وهنا أقول عليك أن تتذكر وأنت تستحضر أن ربك سبحانه وتعالى عليم ، أن تستحضر هذا الاسم لا حينما تعصي وحينما تقبل على المعصية فتتذكر أن الله سبحانه وتعالى عليم فتحجم عن هذه المعصية لأن الله عزّ وجلّ مطلع عليك أقول هذا جيد ، لكن زد جودًا في هذا الاستحضار فاستحضر أن ربك عليم حتى وأنت مقبل على طاعته تذكر أن الله عزّ وجلّ مطلع عليك وأن الله العليم المطلع عليك يحب أن تحسن هذه العبادة وأن تتقنها { فإن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه } ..

أيها العبد المؤمن اِعلم علم اليقين أن الله سبحانه وتعالى يحاسبك على أعمالك لا على ظنون الناس , والله سبحانه وتعالى مطلع عليك وعلى كامل ما تفعله , أما الخلق فما هم إلّا أناس ينظرون إلى الأمور الظاهرة فقط ويتكلمون عنها ، أما الأمور الباطنة فإنما يعلمها رب العالميــــــن سبحانـــه وتــعـــالــــــى..

قد يخفى على أقرب الناس إليك مرادك فإن كان يحبك أحسن بك الظن وإن كان يخفي عداوته أساء بك الظن ، وينبغي ألا تلتفت إلى حسن ظنه ولا إلى سوء ظنه ، بل كن مراقبًا لربِّك جلّ وعلا لأنك تعلم أن الله جلّ وعلا لا يخفى عليه من حالك شيء فقد وسع علمه كل شيء (( لِتَعْلَمُواْ أَنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شِيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِـلْمــًــا {12} الطلاق)) ترى والله أن ثناءهم ومدحـهم لك لا ينفعك إن لم يكن ما يقولونه واقعًا في ما بينك وبين ربك سبحانه وتعالى على وجه الإخلاص له سبحانه وتعالى ..

الصالحون الذين يعرفون علم الله وأن الله يعلم السر وأخفى فلا ينخدعون بالظاهر الذي يراه الناس ولا ينخدعون بكلام الناس فيكلون الأمر إلى علم الله ..

ومن المواقف العجيبة والعظيمة والتي تكتب بماء الذهب ما وقع لأبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه لمّا أثنى عليه الناس وقالوا فيه كلامًا عظيمًا وهو يستحقه وهو أهل لذلك ومع ذلك قال كلمة رائعة تدل على أن هذا الرجل إنما بلغ ما بلغ من المنزلة في هذه الأمة بما وقر في قلبه من الخشية وإحاطته بعلم الله وعظيم صفاته ، لما أُثني عليه قال :{ أنا أعلم بنفسي منكم والله أعلم بي من نفسي ، اللهم اِغفر لي ما لا يعلمون واجعلني خيرًا مما يظنون ولا تؤاخذني بما يقولون } الله أكبر ، الله أعلم بنفسي مني ثم قال (اللهم اِغفر لي ما لا يعلمون) إنه يستحضر أن علم الله أعظم ، أنتم أيها البشر رأيتم الظواهر لكنكم لا تعلمون عن البواطن..

فيا عبد الله قد تمدح .. قد يُثنى عليك .. قد يتكلم في شأنك .. لكن اِعلم أنك أنت أعلم بنفسك من الآخرين فلا يغرنّك كلام الناس فإنهم لن يغيروا من الحقائق شيئًا ولن يستطيعوا أن يخدعوا الله بكلامهم لأن الله يعلم حقيقتك ..

وهذا هو عنوان يجب أن يكون عند المؤمن دائمًا ، فإن الناس إذا أثنوا عليك أو مدحوك فإياك أن تغتر بذلك وأن تظن أنك صرت من العالمين أو العابدين أو الزاهدين أو الداعين إلى الله أو أهل الخير أو نحو ذلك , فلا ينبغي أن نغتر بنظر الناس إلينا ولا بمدح الناس وثنائهم علينا لأننا نتيقن من أنفسنا كم في عبادتنا من تقصير وكم فيها من سهو وكم فيها من غفلة لمثل هذا شرع لنا الاستغفار بعد الطاعات بعد الصلاة نستغفر الله ، بعد الإفاضة من عرفات نستغفر الله (( ثُـــمَّ أَفِيُضوْا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُواْ اللهَ {199} البقرة)) لماذا شرع الاستغفار بعد الطاعات ؟  لما فيها من سهو وغفلة ..

 ولذلك ينبغي أن يكون ذلك دعوة لك إلى أن تستغفر الله وأن تردد كما ردّد أبو بكر { اللهم اِغفر لي ما لا يعلمون ، اللهم اجعلني خيرًا مما يظنون ، اللهم لا تؤاخذني بما يقولون } لأنك تدرك أنك محلاً للتقصير والتفريط وأن الله هو محل العلم والكمال , وفي هذا من مداخل العبودية والطاعة لله عزّ وجلّ ما لا يدخل تحت وصف الواصفين تربية وبناءً لشخصية المؤمن ..

إذا رأيت الناس لا يعرفون قدرك ولا يثنون عليك بطاعتك وجميل معروفك وصنيعك فاعلم أن الله قد أحصاه وهو سيثيبك عليه ، اِصنع المعروف في أهله وفي غير أهله ، إن كانوا أهله فهم أهله وإن لم يكونوا أهله فأنت أهله ..

هنا يأتي الدرس الإيماني لك يا عبد الله .. أنَّ ما ظن هؤلاء الخلق بك وأنك إنسان عادي أو عندك شيء من التقصير أو نحو ذلك لا يضرك ما دام ما بينك وبين ربك سبحانه وتعالى قائم على الاستقامة والعبادة والطاعة والعلم فإن الله سبحانه وتعالى مطلع عليك عليم بك ..

ابن آدم لا آمان له ودائمًا ترى فيه الجحود ، إذا كان جاحدًا لربه ألا يكون جاحدًا لمخلوق وإنسان مثله ، فلا تنظر إلى مدح الناس حتى إن لم يقدروا طاعتك وعملك يكفي أن الله تعالى يراك ويمدحك ويثني عليك , فهو الذي يؤجرك وهو سبحانه وتعالى يثبتك في الدنيا والآخرة وهو سبحانه وتعالى ينصرك فعليك أن تكون يقظ القلب ..

والله من استغنى بالله أغناه الله عن من سواه ومن استغنى عن الله أحوجه الله تعالى وأفقره إلى كل أحد .. فإذا رزقك يا عبد الله ربك سبحانه وتعالى مجالا من العبادة والطاعة فاحرص كل الحرص على أن تبقيه بينك وبين ربك علّام الغيوب فهو الذي يجازيك ..

ومن آثار علم الإنسان ويقينه بعلم الله الواسع الشامل بكل شيء حدوث الطمأنينة في قلبه من أن هذا الذي يعبده وأن خالقه الذي أوجده معه أين ما كان فلا ييأس , ولا يصيبه الإحباط ولا الجزع لأنه يعلم أن خالقه معه ويعلم حاله ..

تأمل معي في حال الثلاثة النفر الذي أطبق عليهم الغار من بني إسرائيل لما خرجوا ليكسبوا الرزق فحدث أن نزلت الأمطار فرأوا شيئًا من المنحنى في الجبل قالوا نجلس هنا حتى تهدأ الأمطار ، واشتدت الأمطار وإذا بالجبل تنزل منه صخرة عظيمة فتطبق عليهم ، يعني هو انطبق عليهم في مكان ليس هو غار أصلاً حتى يمكن أن يطمع الناس أن يأتوا ليروا من بداخله ، أطبق عليهم في مكان ليس هو غار في مكان شبه ميئوس من أن يحصل لهم نجاة ، ولكن لعلمهم أن الله يعلمهم بدأ كل واحد منهم يدعو بأحب أعماله إلى الله عزّ وجلّ ليكون سببًا لنجاتهم وسمعهم الله ونجاهم ..

 المؤمن إذا استحضر علم الله المحيط  حصلت عنده شيء من الطمأنينة , فإذا أصابه كرب فزع إلى الله إذا أصابته مُلمّة فزع إلى الله , إذا ضاقت عليه الأمور فزع إلى الله , يعلم أن الله يعلم حاله إن كان في سفر , إن كان في حضر , إن كان في صحة , إن كان في مرض , إن كان في غنىً , إن كان في فقر, فلا يخفى على الله حاله ولذلك هو لا يفتر ولا يتوانى ولا ييأس ولا يهدأ وهو يزداد تقرّبًا ودعاءً وسؤال الله في كل حال لأنه يعلم أنَّ الله تعالى يعلم بحاله أين ما كان ..

ثم في المقابل عليك أن تتأمل أن الله سبحانه وتعالى عليم حتى بما يحصل من مكر أعداء الله سبحانه وتعالى لأولياء الله , أولئك الذين يلتقون أحيانًا ويجتمعون يدبرون أمرًا يخالف شرع الله عزّ وجلّ ، يعقدون مؤامرات على دين الله سبحانه وتعالى كما يفعل المنافقون وغيرهم ..ألا يعلم هؤلاء أن الله يعلم سرهم ونجواهم كما جاء في كتاب الله عزّ وجلّ (( أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللهَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ {78} التوبة)) فلا تخف الله عزّ وجلّ مطلع عليهم فيقول الله سبحانه وتعالى (( وَلَا تَحْسَبَنَّ اللهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ {42} إبراهيم )) ..

فثق أن الله سبحانه وتعالى عالم بكل شيء يحصل في هذا الوجود..

كم من أناس جلسوا يكيدون لهذا الدين ولهذا الإسلام ، ويخططون ويضحكون ويظنون أنهم ينجحون ، ولكن غاب عن قلوبهم الإيمان بأن الله سبحانه وتعالى يراهم ويعلم أفعالهم ويجازيهم, وهو سبحانه وتعالى وإن أمهلهم فهو لا يهملهم لأنه يأخذهم أخذ عزيز مقتدر ..

وإذا علم العبد واستحضر أن ربه سبحانه وتعالى عليم ، هذا يجعله يصدق بكل ما وعده الله سبحانه وتعالى به ، الله وعدنا بوعود في الدنيا وفي الآخرة ، الله وعدنا بالنصر والتمكين في الدنيا ، وأن العاقبة لنا (( وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ {83} القصص)) ، (( وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ {171} إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ {172} وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ {173} الصافات)) فالله سبحانه وتعالى عليم بما سيحصل للمؤمنين في نهاية المطاف فأخبرنا سبحانه وتعالى وهو الرحيم والعليم أن النصر لنا .. ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يعيش بيقين مع أنه تمر ظروف صعبة عليه في مجتمعه ومع أعدائه ومع ذلك هو على يقين لأن الذي أخبره هو العليم سبحانه وتعالى ..

والمقصود أن الثمرة العظمى أن الإنسان إذا علم أن الله لا يعزب عنه مثقال ذرة خاف منه وتوكل عليه ، فأما خاف منه ظاهرة المعنى ، وأما توكل عليه فإن الغيب عنك محجوب ولا تدري أين الخيرة ، فصلاة الاستخارة جاء فيها : تعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب .. فلعلمنا أن الله يعلم ما هو كائن يجعلنا ذلك نستخيره جلّ وعلا ، لأنك تقول بلسان حالك ومقالك أنا عبد ضعيف لا أدري ما الذي يخبئه القدر، ما أدري ما وراء تلك الحجب ، لا أدري ما الذي تحمله الأيام ، لا أدري أصلًا أبقى إلى غدٍ أو لا أبقى فكيف أبيت لنفسي شيئًا بمفردي ، بل إنك تتبرأ من حولك وطولك وقوتك وتفيء إلى عظمة ربك ومن دلائل عظمة ربك علمه بكل شيء .. 

ولهذا قال الله في خاتمة هود (( وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ {123} هود )) فتوكل عليه لأنك تعلم أنه يعلم ..

لذلك أعظم ما يجب على هذا القلب أن يعرض أسماء الله سبحانه وتعالى عليه ، إن هذا القلب لن يطهر ، إن هذا القلب لن يسمو ، إن هذا القلب لن يسعد ، إن هذا القلب لن ينال السلامة والفرحة الحقيقية إلّا في أن يتأمل في أسماء الله تعالى ، إلا بأن يعرف اسم الله الرحمن واسم الله الرحيم واسم الله الغفار واسم الله العليم ، حتى يدرك هذا القلب ويعقد على تلك العقيدة التي يستحضر من خلالها أن الله سبحانه وتعالى مطلع عليه في كل لحظات حياته ، بل الله سبحانه وتعالى مطلع على كل ما يحصل في هذا الوجود فيلجأ هذا القلب إلى الله وينطرح بين يديه ويعترف بالمسكنة والجهل والفقر علّ الله سبحانه وتعالى أن يرحمه في الدنيا وهي امتداد إلى الرحمة والسعادة الأبدية السرمدية يوم القيامة ..
تمت 



تابع القراءة...

الأربعاء، 1 فبراير 2012

موانع دخول الجنة


غاياتنا


فضيلة الشيخ: سعد الشثري


موانع دخول الجنة


الحمد لله رب العالمين أنعم علينا فأجزل وأعطانا فأكثر ووهبنا فأغدق النعم علينا نحمده سبحانه ونشكره ونثني عليه ,وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه وسلم تسليما كثيرا.


أما بعد ..

فلنتباحث في شيء من موانع دخول الجنة وإن دخول الجنة غاية عظيمة نسعى إليها فلابد أن نتدارس الموانع التي تمنعنا من دخولها فنكون بذلك من الفائزين بجنة الخلد إذا اجتنبنا تلك الموانع.


يقول النبي صلى الله عليه وسلم {كل أمتي يدخول الجنة الامن أبى قيل: ومن يأبَ يا رسول الله .
قال:من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى }


*          فعصيان الله ورسوله من موانع خول الجنة وشاهد هذا في كتاب الله قوله سبحانه: { ومن يعصي الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين }


v          ومن مانع دخول الجنة أيضا أن يكون المرء ممن صرف شيء من العبادات لغير الله سبحانه وتعالى فمن كان يسجد لغير الله أو يدعو أحدا غير الله فقد خالف أمر الله في قوله سبحانه: {وأن المساجد لله فلا تدعو مع الله أحد }.

ويقول سبحانه : { ومن يدعو مع الله إلها آخر لا برهان له بت فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرين }

لما يأتي الناس يوم القيامة ويأتي أولئك الذين يٍٍٍُِِِِِدعون من دون الله تعالى فيتبرؤون ممن كانوا يدعونهم في الدنيا.


فـــــــــــــــيا خسارة أولئك الذين صرفوا عبادة الدعاء لغير الله!


قال سبحانه:

{ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون / وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين }.


v          يقول الله جل وعلا في وصف ذلك اليوم:

{ وبرزت الجحيم للغاوين / وقيل لهم أين ما كنتم تعبدون / من دون الله هل ينصرونكم أو ينتصرون / فكبكبوا فيها هم و الغاوون  /
 وجنود إبليس أجمعون }


ويقول الله خل وعلا {إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار }.


v          ومن موانع دخول الجنة أن يكون المرء مطيعا لعدوه الشيطان .


هـــــــــذا الشيطان عدوا لنا يريد منا أن نكون من أهل النار ولا يريد منا أن نكون من أهل الجنة.


انظر لأبوينا ـ عليهما السلام ـ لما أطاعا الشيطان في الأكل من الشجرة أخرجهما الله من الجنة :
{يا بني آدم لا يفتننكم  الشيطان كما أخرج أبويكما من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوءاتهما إنه يراكم هو و قبيله من حيث لا ترونهم إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون }


v          كذلك من أسباب منع الناس من دخول الجنة أن يكون أولئك الناس ممن يُكذبون بأخبار الله ويستكبرون عن طاعة الله إذا جاءهم خبر عن الله كذبوا به و إذا جاءهم أمر من الله استكبروا واستنكفوا فلم يستجيبوا له يقول الله تعالى :

 {إن الذين كذبوا بئاياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط وكذلك نجزي المجرمين / لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش وكذلك نجزي الظالمين }


{لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط } :الإبرة في رأسها فتحة صغيرة لدخول الخيط الذي يُخاط به ــــ هذه الفتحة تكون صغيرة جداـــ

هل يعقل دخول الجمل الكبير منها ؟؟


v          كذلك من أسباب منع بعض الناس عن دخول الجنة أن يكون ممن ترك الصلاة فإن ترك الصلاة شنيعة من الشنائع .


v          وهكذا أيضا إتباع الشهوات من أسباب منع بعض الناس من دخول الجنة ،قال الله تعالى:


v          { فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا/ إلا من تاب و ءامن وعمل صالحا فؤلئك يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئا }.


v          وهكذا أيضا  من أسباب منع بعض الناس من دخول الجنة أن يكونوا مستمرين على سبيل الطغيان وبأن يطغوا على عباد الله وبأن يطغوا في نعم الله وبأن يقدموا الدنيا على الآخرة فتكون الدنيا هي أكبر علمهم وغاية مناهم ومقصدهم ولذلك قال الله جل وعلا :

{فأما من طغى / وآثر الحياة الدنيا  / فإن الجحيم هي المأوى }

v          وهكذا هناك أسباب عديدة تمنع الناس من دخولوالذنوب.جعلهم من أهل النار اسمع إلى هذه الآيات وادعو الله عز وجل { ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام/ وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد/ وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم وبئس المهاد }

وفي مقابل هذا الصنف صنف آخر ذكره الله تعالى في الآية التي بعدها فقال سبحانه { ومن الناس من يشري نفسه ابتغى مرضات الله والله رءوف بالعباد}.

   فانظر إلى هذه الصفات التي وردت في هذه الآيات أولا :

صفات أولئك الذين جعل الله مأواهم جهنم ـ والعياذ بالله ـ .{ ومن الناس من يُعجبك قوله في الحياة الدنيا }  تجده يتكلم بالكلام الحسن الطيب الذي ظاهره خير ، ينتقي المصطلحات التي يكون لها قبول عند الناس ثم يجعل في ثناياها وفي دونها  ما يكون مضر بالآخرين .


{ وهو ألد الخصام }: صاحب خصومة وصاحب حجاج، ثم إنه إذا تولى سعى في الأرض فسادا يفسد عباد الله ويفسد الناس أجمعين؛ يفسدهم: بإبعادهم عن طاعة الله، وصدهم عن الخير والطاعة إلى سبيل المعاصي والذنوب .

وإذا ذٌُكر بالله  { أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم و لبئس المهاد }.


أسأل الله جل وعلا أن يوفقنا وإياكم إلى العمل الصالح الرشيد الذي نكون به من أهل الجنة، وأن يجنبنا وإياكم موانع دخول الجنة برحمته فهو أرحم الراحمين.


هذا والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..





تابع القراءة...
.๑. (النور جل جلاله) .๑.

لماكان النور من أسمائه سبحانه وصفاته كان دينه نورا،ورسوله نورا،وكلامه نورا، ودار كرامته لعباده نورايتلألأ،والنور يتوقد في قلوب عباده المؤمنين،ويجري على ألسنتهم،ويظهر على وجوههم،ويتم تبارك وتعالى عليهم هذا النور يوم القيامة